مطالب السؤول في مناقب آل الرسول (ع) - محمد بن طلحة الشافعي - الصفحة ٤٨
ألا يا حمز ذا الشرف النواء * وهن معقلات بالفناء ضع السكين في اللبات منها * فضرجهن حمزة بالدماء وعجل في شرايجها كبابا * ملهوجة على جمر الصلاء وأصلح من أطايبها طبيخا * لشربك من قديد أو شواء فأنت أبو عمارة والمرجى * لكشف الضر عنا والبلاء فقام إلى شارفيك ففعل بهما ما فعل.
قال علي (عليه السلام) فجئت إلى رسول الله (ص) وهو في بيت أم سلمة ومعه زيد مولاه فقال: (ما لك فداك أبي وأمي يا علي).
فقلت: (إن عمك حمزة فعل بشارفي كذا وكذا) وأخبرته الخبر. فقام رسول الله (ص) ولبس نعليه ورداءه ومشى بين أيدينا واتبعته أنا وزيد، فسلم واستأذن ودخل البيت فقال: (يا حمزة ما حملك على أن فعلت ما فعلت بشارفي ابن أخيك) فرفع رأسه وجعل ينظر إلى صدر رسول الله (ص) وإلى ساقيه ويصوب النظر إليه ثم قال: ألستم وآباؤكم عبيدا لأبي؟
فرجع رسول الله (ص) القهقرى فقال: (إن عمك قد ثمل وهما لك علي) فغرمهما النبي (ص) فلما أصبح غدا حمزة إلى رسول الله يعتذر فقال له: (مه يا عم، فقد سألت الله تعالى فعفا عنك) (1).

١ - صحيح البخاري ٣: ١٤٩ كتاب الشرب وكتاب البيوع وكتاب الخمس، صحيح مسلم ٣: ١٥٦٨، ٧٩٧٩، سنن أبي داود ٣: ١٤٨ / ٢٩٨٦، حلية الأولياء ٣: ١٤٤.
لم تكن هذه الرواية سببا لتحريم الخمر أو سببا لنزول آية في ذلك كما في التفاسير المعتبرة، بل أنزل الله في الخمر ثلاث آيات: الأولى: قوله تعالى: * (يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس) * فشربها من شربها من المسلمين وتركها من تركها إلى أن شرب رجل فدخل في الصلاة فهجر فنزل قوله تعالى: * (يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون) * فشربها من شربها من المسلمين وتركها من تركها حتى شربها عمر (رض) وأخذ لحى بعير وشج به رأس صديقه وناح على قتلى بدر وغضب عليه رسول الله (ص) عندما سمع بذلك فانزل الله * (إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون) * فقال عمر: انتهينا، انتهينا. انظر:
المستطرف ٢: ٢٦٠، تاريخ المدينة المنورة لابن شبة ٣: ٨٦٣.
وقال القرطبي في الجامع لاحكام القرآن 3: 286: نزلت بسبب عمر بن الخطاب.
(٤٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 54 ... » »»