مطالب السؤول في مناقب آل الرسول (ع) - محمد بن طلحة الشافعي - الصفحة ٤٧
له عبد الله وعونا وماتت عنده، وأما أم كلثوم فتزوج بها عمر بن الخطاب (1) فولدت له ولدين، فلما قتل عمر تزوج بها بعده عون بن جعفر فلم تلد له، فلما مات تزوجها بعده محمد بن جعفر فولدت له، فلما مات تزوجها بعده عبد الله بن جعفر بعد موت زينب فلم تلد له وماتت عنده، وأما رقية فقيل ماتت ولم تبلغ.
ولما زوج رسول الله (ص) فاطمة من علي (عليه السلام) كان عمرها يومئذ ثماني عشرة سنة، وبنى بها على ما سبق في السنة الثانية من الهجرة، وكان من بركة هذا التزويج والتزوج وآثاره، أن جعله الله سببا لتحريم الخمر ومطهرا منها ومنزها من استعمالها وحارسا للعقل الذي هو أشرف ما وهبه الله للإنسان وجعله مناط التكاليف المتوجه نحوه عن اختلاله وزواله وإلحاق الشارب لها عند خلل عقله بذي الجنون في تخبطه وخباله.
وإيضاح ذلك ما رواه الناقلون ونقله الراوون أن عليا (عليه السلام) قال: لما تزوجت فاطمة (عليها السلام) وأردت الدخول بها أنه كان لي شارف من الغنم - والشارف هي المسنة من الإبل - قال: ودفع إلي رسول الله (ص) شارفا من الخمس، فواعدت صواغا من بني قينقاع يخرج معي فجاء بأذخر لأبيعه من الصواغين فأستعين بثمنه على الدخول بفاطمة (عليها السلام) وعرسها، قال: فعقلت شارفي عند حائط لرجل من الأنصار ومضيت لأجمع الحبال والغرائد والأقتاب، فجئت وقد بقر بطن شارفي وشقت بطونهما واجتثت أسنمتها، قال: فلم أملك عيني إن بكت، ثم قلت: من فعل هذا بشارفي، قالوا: عمك حمزة وها هو ذا في البيت مع شرب غنتهم قينة فقال:

١ - قال الحاكم في المستدرك ٣: ١٤٢ (خبر الزواج هذا منقطع) وتبعه في ذلك الذهبي في التلخيص. ولعل سبب التحريف هو التشابه في الاسم بين أم كلثوم بنت علي (عليه السلام) وأم كلثوم بنت جرول، كما نبهت عليه الدكتورة عائشة بنت الشاطئ في موسوعتها آل النبي ص 831.
(٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 ... » »»