المناقب - الموفق الخوارزمي - الصفحة ٤٠٦
وأوثانا، واصبحوا وأمسوا للأيمان أيمانا. وزحوا (1) لياليهم " ركعا " سجدا " يبتغون فضلا من الله ورضوانا " فافض عليهم من جودك عفوا " وغفرانا، وازلل (2) إليهم من لدنك رحمة واحسانا، واجمع بيننا وبينهم في دار الرحمة على سرر متقابلين، الهنا انهم أحيوا أموات آمال الفقراء بحياء الجود، وعاشوا عصورهم عصرة المنجود (3) وهجروا فيك لذة الهجود حتى مدحتهم بقولك:
" سيماهم في وجوههم من أثر السجود " فأظلهم بظلال الجود في اليوم الموعود وأنقذتا بحبهم من وقود النار ذات الوقود (4) الهنا انك قد بجلتهم أوضح التبجيل حيث أنزلت في شأنهم في التنزيل: " ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل " (5) فاحشرنا في هذا الرعيل (6) في ظلهم الظليل يا ذا الفعل الجميل والعطاء الجزيل، إلهنا لا نقدم إلا جفوا " جفوا " (7) ولا نأتى إلا هفوا " هفوا " (8) ولا ننال منك إلا صفوا " صفوا " (9) ولا نجد منك الا عفوا " عفوا " فأرف (10) بعفوك خرق ذنوبنا رفوا " رفوا " انك أكرم الأكرمين وأجود الأجودين حسبنا الله ونعم الوكيل.

(١) زحه زحا: دفعه ونحاه عن موضعه - لسان العرب.
(٢) أزل إليه نعمة: أسداها.
(٣) العصرة: الملجأ، والمنجود: المكروب - لسان العرب.
(٤) الوقود بضم أوله: الاشتعال، والوقود بفتح: كل مادة تتولد باحتراقها طاقة حرارية المعجم الوسيط.
(٥) الفتح: ٢٩.
(6) الرعيل: الجماعة القليلة من الرجال أو الخيل أو التي نتقدم غيرها المعجم الوسيط.
(7) جفا فلان، يجفو جفاء وجفوا ": غلظ خلقه، أو ساء خلقه - المعجم الوسيط.
(8) هفا فلان: سقط، زل وأخطأ المعجم الوسيط.
(9) الصفو من الشئ: خياره وخالصه.
(10) رفأ الثوب رفوا ": أصلحه وضم بعضه إلى بعض ويقال: رفا الخرق.
(٤٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 396 397 398 399 400 401 402 403 404 405 406
الفهرست