معاوي ما اجترمت إليك ذنبا * وما أنا بالذي حدثت هازي وما ذنبي وكم نادى علي * وكبش القوم يدعو للبراز فلو بارزته بارزت ليثا " * حديد القرن أشجع ذا ابتزاز أضبع في العجاجة يا بن هند * وعند الباه كالتيس الحجازي (1) فانصرف كميل وأخبر عليا " عليه السلام بما جرى، فتبسم علي عليه السلام وضحك الأشتر وكان مع أمير المؤمنين رجل من آل ذي يزن الملك يقال له سعيد بن حارثة وكان مسكنه بالشام، فلما لم يجب معاوية إلى الطاعة ولم يبايع أمير المؤمنين علي عليه السلام ترك الشام وأهله وأمواله بها وصار إلى علي عليه السلام، وكان عابدا " يصلى كل يوم وليلة مائة ركعة، فقال: يا أمير المؤمنين أنا أدعو معاوية إلى مبارزتي، فأذن له علي عليه السلام وتبسم إليه وقال له: سر إليه بسم الله، فبرز إليه ونادى معاوية، فبرز إليه وقال لسعيد: أنسيت ما فعلت في حقك وما أسديت إليك من المحامد؟ فقال له سعيد: كنت أظن انك مسلم مطيع مقتد بأمر الله فلما علمت بغيك وظلمك وطلبك الملك والسلطان بالباطل أبغضتك وعاديتك ثم حمل عليه سعيد بن حارثة وكانت بينهما ضربات فلم يظفر أحدهما بصاحبه فانصرفا، ثم إن معاوية أظهر لعمرو شماتة وقال له ولملأ من قريش: قد أنصفتكم إذ لقيت سعيدا " في همدان وهو سيدهم فانقطعوا عنه أياما أنفة وغضب عمرو وقال:
تسير إلى ابن ذي يزن سعيد * وتترك في العجاجة من دعاكا فهل لك في أبي حسن علي * لعل الله يمكن من قفاكا دعاك إلى البراز فلم تجبه * ولو بارزته تربت يداكا وكنت أصم اذنا داك عنها * وكان سكوته عنها مناكا فآب الكبش قد طحنت رحاه * بخطوتها ولم تطحن رحاكا