المناقب - الموفق الخوارزمي - الصفحة ٣٠٧
أسماء بنت عميس: ان النبي صلى الله عليه وآله صلى الظهر بالصهباء (1) ثم ارسل عليا " في حاجة فرجع وقد صلى النبي العصر، فوضع النبي رأسه في حجر علي عليه السلام فلم يحركه حتى غابت الشمس، فقال النبي صلى الله عليه وآله: اللهم ان عبدك عليا " احتسب بنفسه على نبيك، فرد عليه شرقها (2) قالت أسماء: فطلعت الشمس حتى وقفت على الجبال وعلى الأرض، ثم قام علي عليه السلام فتوضأ وصلى العصر ثم غابت الشمس وذلك بصهبا في غزوة خيبر (3).

(١) الصهباء اسم موضع بينه وبين خيبر روحة وفي الوفاء الوفاء: الصهباء من أدنى الخيبر بها مسجد، وبها كان رد الشمس كما سبق وهي على بريد من خيبر.
(٢) الشرق: الضوء - لسان العرب.
(٣) الحديث مشهور بين العامة والخاصة وقد رواه المحدثون من الفريقين في مصادرهم وكتبهم، ونشير إلى بعض تلك المصادر الجمة: تاريخ ابن عساكر ترجمة الإمام علي عليه السلام ٢ / من ص ٢٨٣ إلى ٣٠٥ - كفاية الطالب / ٣٨١ - مناقب ابن المغازلي / ٩٦. وتاريخ الخميس الجزء الثاني / ٥٨ نقلا " عن الطحاوي في مشكلات الحديث قال: وهذا الحديث ثابت الرواية عن الثقات قال:
وحكى الطحاوي ان أحمد بن صالح كان يقول: لا ينبغي لمن سبيله العلم التخلف عن حفظ حديث أسماء [هذا الحديث] لأنه من علامات النبوة [بل هي من علامات الإمامة أيضا لأنه حدث لعلي عليه السلام بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله - راجع وقعة صفين لنصر بن مزاحم / ١٣٥ وينابيع المودة للقندوزي / ١٣٨].
ولا يذهب الذاهب إلى أن للكواكب والأنجم نظاما " تكوينيا " لا تتخلف عنه ولا بحال، فلا يعقل توقفها عن مسيرها مثلا " لأن هذه النظم مهما تكن فهي مخلوقة لله سبحانه وتعالى، وجارية وفق تقديره فلا يعسر على الباري جل وعلا أن يتصرف في حين من الأحيان في هذا النظام اظهارا " لقدرته واثباتا لمعجزة نبيه أو وليه وكم لذلك من نظير، فان المعجزات كلها من هذا القبيل.
ألا ترى ان الله سبحانه شق القمر لنبيه صلى الله عليه وآله كما جاء في سورة القمر الآية: ٢.
هذا وقد قال بعض ان هذه المعجزة [رد الشمس] وقعت لسليمان عليه السلام أيضا " وقد أشار إليه الفخر الرازي في تفسيره ٨ / ٤٩٩ في تفسير سورة الكوثر. وقد تكرر هذا أيضا ليوشع بن نون وصي موسى عليه السلام حيث أوقف له الشمس عن دورانها - راجع الخصائص الكبرى للحافظ السيوطي ٢ / ١٨٣ وكفاية الطالب للحافظ الكنجي / ٣٨٣ نقلا " عن الطبراني في معجمه، وليس شأن نبينا عليه السلام بأقل من موسى عليه السلام ولا شأن علي عليه السلام بأقل من شأن يوشع ومن المعلوم ان هذه المعجزة وقعت لعلي عليه السلام مرتين: مرة في زمن رسول الله في غزوة خيبر في الصهباء، ومرة في حرب صفين كما أشرنا إليهما آنفا، وأفرد جمع من العلماء لهذه المعجزة مصنفات خاصة راجع الغدير ٣ / 119 وما بعدها وهوامش تاريخ ابن عساكر ترجمة الإمام علي عليه السلام 2 / 283 وما بعدها، وللتوسع راجع مسند أحمد بن حنبل 2 / 318.
(٣٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 302 303 304 305 306 307 308 309 310 311 312 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كلمة المحقق 5
2 تقديم للشيخ جعفر السبحاني 6
3 مقدمة المؤلف 31
4 الفصل الأول: في بيان أساميه وكناه وألقابه وصفاته عليه السلام 37
5 الفصل الثاني: في بيان نسبه من قبل أبيه وأمه 46
6 الفصل الثالث: في بيان ما جاء في بيعته 49
7 الفصل الرابع: في بيان ما جاء في إسلامه وسبقه إليه، وبيان مبلغ سنه حين اسلم 51
8 الفصل الخامس: في بيان أنه من أهل البيت 60
9 الفصل السادس: في محبة الرسول إياه وتحريضه على محبته ونهيه عن بغضه 64
10 الفصل السابع: في بيان غزارة علمه وأنه أقضى الأصحاب 80
11 الفصل الثامن: في بيان أن الحق معه وأنه مع الحق 104
12 الفصل التاسع: في بيان أنه أفضل الأصحاب 106
13 الفصل العاشر: في بيان زهده في الدنيا وقناعته منها باليسير 116
14 الفصل الحادي عشر: في بيان شرف صعوده ظهر النبي صلى الله عليه وآله لكسر الأصنام 123
15 الفصل الثاني عشر: في بيان تورطه المهالك وشراء نفسه ابتغاء مرضاة الله 125
16 الفصل الثالث عشر: في بيان رسوخ الايمان في قلبه 128
17 الفصل الرابع عشر: في بيان أنه أقرب الناس من رسول الله، وأنه مولى من كان رسول الله مولاه 133
18 الفصل الخامس عشر: في بيان أمر رسول الله إياه بتبليغ سورة براءة 164
19 الفصل السادس عشر: في بيان محاربته مردة الكفار ومبارزته أبطال المشركين والناكثين والقاسطين والمارقين، وفيه فصول 166
20 (الفصل الأول) في بيان محاربة الكفار 166
21 (الفصل الثاني) في بيان قتال أهل الجمل وهم الناكثون 175
22 (الفصل الثالث) في بيان قتال أهل الشام أيام صفين وهم القاسطون 189
23 (الفصل الرابع) في بيان قتال الخوارج وهم المارقون 258
24 الفصل السابع عشر: في بيان ما نزل من الآيات في شأنه 264
25 الفصل الثامن عشر: في بيان أنه الاذن الواعية 282
26 الفصل التاسع عشر: في فضائل له شتى 284
27 الفصل العشرون: في تزويج رسول الله إياه فاطمة 335
28 الفصل الحادي والعشرون: في بيان أنه من أهل الجنة، وأن الجنة تشتاق إليه، وأنه مغفور الذنب 355
29 الفصل الثاني والعشرون: في بيان أنه حامل لوائه يوم القيامة 358
30 الفصل الثالث والعشرون: في بيان أن النظر اليه وذكره عبادة 361
31 الفصل الرابع والعشرون: في بيان شيء من جوامع كلمه وبوالغ حكمه 364
32 الفصل الخامس والعشرون: في بيان من غير الله خلقهم وأهلكم بسبهم إياه 379
33 الفصل السادس والعشرون: في بيان مقتله 381
34 الفصل السابع والعشرون: في بيان مبلغ نسبه وبيان مدة خلافته وبيان ما جاء من الاختلاف في ذلك 396
35 قصائد المؤلف في مدح أمير المؤمنين عليه السلام 398
36 خاتمة ودعاء 405