تنزيه الأنبياء - الشريف المرتضى - الصفحة ٨٧
تنزيه يوسف (ع) عن تعمده بعدم تسكين نفس أبيه:
(مسألة): فإن قيل: فما بال يوسف (ع) لم يعلم أباه بخبره لتسكن نفسه ويزول وجده وهمه مع علمه بشدة تحرقه وعظم قلقه؟.
(الجواب): قلنا في ذلك وجهان:
أحدهما: إن ذلك كان له ممكنا وكان عليه قادرا، فأوحى الله تعالى إليه بأن يعدل عن اطلاعه على خبره تشديدا للمحنة عليه وتعريضا للمنزلة الرفيعة في البلوى وله تعالى أن يصعب التكليف وأن يسهله.
والوجه الآخر: إنه جائز أن يكون (ع) لم يتمكن من ذلك ولا قدر عليه فلذلك عدل عنه.
تنزيه يوسف (ع) عن الرضا بالسجود له:
(مسألة): فإن قيل: فما معنى قوله تعالى: (ورفع أبويه على العرش وخروا له سجدا) (1) وكيف يرضى بأن يسجدوا له والسجود لا يكون إلا لله تعالى؟.
(الجواب): قلنا في ذلك وجوه:
منها: أن يكون تعالى لم يرد بقوله إنهم سجدوا له إلى جهته، بل سجدوا لله تعالى من أجله، لأنه تعالى جمع بينهم وبينه، كما يقول القائل:
إنما صليت لوصولي إلى أهلي، وصمت لشفائي من مرضي. وإنما يريد من أجل ذلك.
فإن قيل: هذا التأويل يفسده قوله تعالى: (يا أبت هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا) (2)

(1) يوسف الآية 100 (2) يوسف الآية 100
(٨٧)
مفاتيح البحث: السجود (2)، البول (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 ... » »»
الفهرست