197 نا يونس عن أبي معشر عن محمد بن قيس في قوله * (وقالوا قلوبنا في أكنة) * قال قالت قريش لرسول الله صلى الله عليه وسلم ان ما تقول حق والله ان قلوبنا لفي أكنة منه ما نعقله وفي آذاننا وقر فما نسمعه ومن بيننا وبينك حجاب فما ندري ما تقول 198 نا أحمد نا يونس عن ابن إسحاق قال ثم إن قريشا حين عرفت أن أبا طالب أبى خذلان رسول الله صلى الله عليه وسلم واسلامه واجماعه لفراقهم في ذلك وعدواتهم مشوا اليه ومعهم عمارة ابن الوليد بن المغيرة فقالوا له فيما بلغنا يا أبا طالب قد جئناك بفتى قريش عمارة بن الوليد جمالا وشبابا ونهادة فهو لك نصره وعقله فاتخذه ولدا لا تنازع فيه وخل بيننا وبين ابن أخيك هذا الذي فارق دينك ودين آبائك وفرق جماعة قومه وسفه أحلامهم فإنما رجل كرجل لنقتله فان ذلك أجمع للعشيرة وأفضل في عواقب الأمور مغبة فقال لهم أبو طالب والله ما أنصفتمومي تعطوني ابنكم أغذوه لكم وأعطيكم ابن أخي تقتلونه هذا والله لا يكون أبدا أفلا تعلمون أن الناقة إذا فقدت ولدها لم تحن إلى غيرة فقال له المطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف لقد أنصفك قومك يا أبا طالب وما أراك تريد أن تقبل ذلك منهم فقال أبو طالب للمطعم بن عدي والله ما أنصفتموني ولكنك قد أجمعت على خذلاني ومظاهرة القوم علي فاصنع ما بدالك أو كما قال أبو طالب فحقب الأمر عند ذلك وجمعت للحرب وتنادى القوم ونادى بعضهم بعضا فقال أبو طالب عند ذلك وأنه يعرض بالمطعم ويعم من خذله من بني عبد مناف ومن عاداه من قبائل قريش ويذكر ما سألوه فيما طلبوا منه وما تباعد من أمرهم
(١٣٣)