سيرة ابن إسحاق - محمد بن إسحاق بن يسار - ج ٢ - الصفحة ١٢٩
نفر من المشركين وهم يصلون فناكروهم وعابوا عليهم ما يصنعون حتى قاتلوهم واقتتلوا فضرب سعد بن أبي وقاص رجلا من المشركين بلحي بعير فشجه فكان أول دم أهريق في الاسلام فلما رأت قريش رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يعتبهم من شيء أنكروه عليه من فراقهم وعيب آلهتهم ورأوا عمه أبو طالب قد حدب عليه وقام دونه فلم يسلمه لهم مشى رجال من أشراف قريش إلى أبي طال فيهم عتبة ابن ربيعة وشيبة وأبو سفيان وأبو البختري والأسود بن المطلب والوليد بن المغيرة وأبو جهل والعاصي بن وائل ومنبه ونبيه ابنا الحجاج أو من مشى فيهم فقالوا يأبا طالب ان أبن أخيك قد سب آلهتنا وعاب ديننا وسفه أحلامنا وضلل آباءنا فاما أن تكفه عنا واما أن تخلي بيننا وبينه فنكفيكه وانك على مثل ما نحن عليه من خلافه فقال أبو طالب قولا رقيقا ورد ردا جميلا فانصرفوا عنه ومضى رسول الله صلى الله عليه وسلم على ما هو عليه يظهر دين الله ويدعوا اليه ثم إن قريشا توامروا بينهم على من في القبائل منهم من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين أسلموا فوثبت كل قبيلة على من فيها من المسلمين يعذبونهم ويفتنونهم عن دينهم ومنع الله منهم رسوله بعمه أبي طالب وقد قال أبو طالب حين رأى قريشا تصنع ما تضع في بني هاشم وبني المطلب دعاهم إلى ما هو عليه من منع رسول الله صلى الله عليه وسلم والقيام دونه فاجتمعوا اليه وقاموا معه وأجابوا إلى ما دعاهم اليه من دفع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الا ما كان من أبي لهب وهو يحرض بني هاشم وانما كانت بنو المطلب تدعى لهاشم إذا دعوا بالحلف الذي كان بين بني هاشم وبني المطلب دون بني عبد مناف فقال (حتى متى نحن على فتنة * يا هاشم والقوم في محفل) (يدعون بالخيل على رقبة * منا لدى الخوف وفي معزل) (كالرحبة السوادء يعلو بها * سرعانهافي سبسب مجفل) (عليهم الترك على رعله * مثل القطا الشارب المهمل)
(١٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 ... » »»