(يا قوم ذودوا عن حماكم * بكل مفصال على مسبل) (وقد شهدت الحرب في * فتية عند الوغا في عثير القسطل) فلما اجتمعت بنو هاشم وبنو المطلب معه ورأى أن قد أمتنع بهم وأن قريشا يعادوه معهم قال أبو طالب وبادا قومه بالعداوة ونصب لهم الحرب فقال (منعت الرسول رسول المليك * ببيض تلألأ كلمع البريق) (بضرب يزبر دون التهاب * جذار البوادر كالجنفقيق) (أذب وأحمي رسول المليك * حماية يحام عليه شفيق) (وما أن أدب لأعدائه * دبيب البكار حذار الفنيق) (ولكن أزير لهم ساميا * كما زأر ليث بغيل مضيق) فلما رأى أبو طالب من قومه ما سره من حدهم معه وحد بهم عليه جعل يمدحهم ويذكر قديمهم ويذكر فضل رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم ومكانه منهم ليشتد لهم رأيهم فيه وليحدبوا معه على أمرهم فقال أبو طالب (إذا اجتمعت يوما قريش لمفخر * فبعد مناف سرها وصميمها) (وان حطت أشراف عبد منافا * ففي هاشم أشرافها وقديمها) (وان فخرت يوما فان محمدا * هو المصطفى من سرها وكريمها) (تداعت قريش غثها وسمينها * علينا فلم تظفر وطاشت حلومها) (وكنا قديما لا نقر ظلامة * إذا ما ثنوا صعر الخدود نقيمها) (ونحمي حماها كل يوم كريهة * ونضرب عن أعجازها من يرومها) 195 نا أحمد نا يونس عن ابن إسحاق قال أقبل أبو طالب على أبي لهب حين ظافر عليه قومه ونصب لعداوة رسول
(١٣٠)