(فقلت له قرب قعودك وارتحل * ولا تخشى مني جفوة ببلادي) (وخل زمام العيس وارتحلن بنا * على عزمة من أمرنا ورشاد) (ورح رائحا في الراشدين مشيعا * لذي رحم في القوم غير معاد) (فرحنا مع العير التي راح ركبها * يؤمون من غوري أرض اياد) (فما رجعوا حتى رأوا من محمد * أحاديث تجلو غم كل فؤاد) (وحتى رأوا أحبار كل مدينة * سجودا له من عصبة وفراد) (زبيرا وتماما وقد كان شاهدا * دريسا وهموا كلهم بفساد) (فقال لهم قولا بحيرا وأيقنوا * له بعد تكذيب وطول بعاد) (كما قال للرهط الذين تهودوا * وجاهدهم في الله كل جهاد) (فقال ولم يملك له النصح رده * فان له أرصاد كل مضاد) (فاني أخشى الحاسدين وانه * أخو الكتب مكتوب بكل مراد) 54 حدثنا أحمد قال نا يونس عن ابن إسحاق قال فشب رسول الله صلى الله عليه وسلم يكلؤه الله ويحفظه ويحوطه من أقذار الجاهلية ومعايبها لما يريد به من كرامته ورسالته وهو على دين قومه حتى بلغ ان كان رجلا أفضل قومه مروءة وأحسنهم خلقا وأكرمهم مخالطة وأحسنهم جوارا وأعظمهم خلقا وأصدقهم حديثا وأعظمهم أمانة وأبعدهم من الفحش والاخلاق التي تدنس الرجال تنزها وتكرما حتى ما اسمه في قومه الا الأمين لما جمع الله عز وجل فيه من الأمور الصالحة وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما ذكر لي يحدث عما كان يحفظه الله عز وجل به في صغره وأمر جاهليته 55 حدثنا أحمد نا يونس عن ابن إسحاق قال فحدثني والدي إسحاق بن يسار عن من حدثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال فيما يذكر من حفظ الله عز وجل إياه اني
(٥٧)