على هجمات الشيعة والمستشرقين على التاريخ الإسلامي خصوصا عهد عثمان وبني أمية فلذلك اتجه المدافعون يتلمسون الدفاع سواء كان الدفاع بحق أو بباطل!! فاتجهوا للطبري فوجدوا في روايات سيف منهلا فائضا للدفاع عن بني أمية وولاتهم!! فلهذا أكثروا من النقل عنه ثم وثقوه!! مخالفين إجماع المحدثين، بل ولم يكتفوا بهذا فنسب بعضهم إلى المحدثين (توثيق سيف)؟! وزعم آخرون أن سيفا راوي أهل السنة!! كأنه يقصد راوي بني أمية!!
ولله في خلقه شؤون؟!!
ثم إن توثيق المؤرخين في هذه الأيام لسيف بن عمر لأجل الدفاع عن بني أمية ضد الشيعة والمستشرقين وأحيانا ضد عمار وأبي ذر وهذا يعني بكل بساطة أن مقياس التوثيق والتضعيف لم يعد الصدق والكذب وإنما (المصالح) و (الظروف الراهنة) و (الحاجة الملحة)!! وهذا المنهج - للأسف - منهج انهزامي، ولو علم هؤلاء أننا نستفيد من أخطاء سلفنا مثلما نستفيد من صوابهم لما فعلوا هذا الفعل!!،، فإن برحلة التحليل واستخلاص العبر تأتي بعد مرحلة التصنيف ومعرفة الصحيح من الضعيف لكنهم قدموا جانب مرحلة (التحليل) على (مرحلة التصنيف) بل على مرحلة (الجمع) وأرادوا أن يحرمونا - كما حرموا أنفسهم - من الاستفادة الكبيرة من تاريخنا بهذه الأحكام المسبقة الانهزامية التي يصدرونها.
المحور الرابع عشر: تناقضات سيف من تتبع روايات سيف بن عمر وجد فيها تناقضات عجيبة لا