وغالبا ما يحب المحدثون هذا العلو!!، فلو كان فيهم من وثق بسيف لرووا له هذا الإسناد العالي جدا، فإن سيف قيل أنه توفي في عهد الرشيد أي نحو (180 ه) بينما توفي أنس بن مالك بعد (90 ه) فلا بد أن يكون قد سمع من أنس وعمره نحو عشر سنوات وهذا يعني أن عمر سيف نحو 100 سنة، وقد توفي بعد سيف (نهاية القرن الثاني) كبار المحدثين أمثال يحمى القطان ووكيع بن الجراح وعبد الرحمن بن مهدي فلم يكونوا ليتركوا إسنادا بهذا العلو دون روايتهم له لكنهم فضلوا الإسناد النازل الصحيح على الكذب على أنس بن مالك بعلو؟!! فهم إما أنهم جزموا باختلاقه هذا الحديث على أنس أو أنهم يجهلون أن سيفا يروي هذا الإسناد وهذا أبعد الاحتمالات وفي تفصيله طول.
ثامنا: مخالفة روايات سيف للروايات الصحيحة فعندما تقرأ التاريخ وتقارن روايات سيف بن عمر مع روايات بقية المؤرخين كابن إسحاق وابن شبة بل والواقدي وأبي مخنف وغيرهم تجد لروايات سيف واديا ولرواياتهم واديا آخر!! مع حرصه على إيراد رواياته في السياق نفسه، لكنه كثير التفرد والمخالفة لما هو أصح وليس أدل على ذلك من مخالفته لروايات ثابتة عند المحدثين ومن أمثلة ذلك مخالفته لصحيح مسلم في قصة جلد الوليد بن عقبة عندما شرب الخمر في الكوفة فشربه للخمر وجلده من أجل ذلك ثابت في صحيح مسلم!! وشهد عليه جماعة صالحون منهم الصحابي الجليل جندب بن زهير!! فلما ثبتت عليه الشهادة جلده علي بن أبي طالب بأمر عثمان في