أقول: ليست القضية بهذه السهولة وأنا أشرت إلى أن القضية ليست اتهام فلان أو تبرئة فلان بقدر ما هي حماية للمنهج الذي تسير عليه الأمة والاستفادة من حقائق تاريخنا كما وقعت لا كما كنا نحب أن تقع!!، ثم إن أبدى المؤرخون آراءهم ونفوا بعقولهم روايات ثابتة في الصحيحين وجعلوا الحكم مجرد (تخمينات العقل) فهذا (يهدم القاعدة) من أساسها ونصبح هكذا (كل في فلك) نشرق بروايات ونغرب بأخرى!! وننفي ما نشاء ونثبت ما نشاء!! دون ضابط يحكم قولنا وتفكيرنا إ! فالقضية أعظم مما قد يتصوره بعض الأخوة الفضلاء من تبرئة أو اتهام!!. وقد يقول قائل: إن كلامك هذا قد يفرح به بعض أهل الأهواء ويتخذونه سلاحا ضدنا في معركة لسنا بحاجة إليها!!.
أقول: وهل كلامي هذا جديد؟! فصحيح البخاري ومسلم موجودان منذ القرون الأولى يقرأهما الخاصة والعامة، الصديق والعدو، وقضية سب بني أمية لعلي لا تخفى على العامة فضلا عن الخاصة. فكيف تخفى على المؤرخين من الخاصة!!!
ثم نحن أمام خيارات ثلاثة: أما نجعل التاريخ الإسلامي مسجلا للحقائق نافيا للأكاذيب ونترك اللعب على الأذقان ونثبت الروايات الصحيحة وما يقتضيه مضمونها، ثم نوجهها التوجيه السليم، وهذه الروايات ليست بدعا من عندنا فقد عقلها البخاري ومسلم وابن تيمية وابن باز والأئمة المحدثون قديما وحديثا.
الخيار الثاني: أن نترك التاريخ كلية ولا نبرئ زيدا ولا نتهم