وتريث بعضهم كعلي والزبير وامتنع بعضهم كسعد بن عبادة فهذه الروايات موجودة في الصحيحين فكيف بغيرهما، لكن الفقيهي يجهل روايات الصحيحين ويزعم أننا نعتمد على روايات (الروافض) وهو بهذا يحاكم علم الناس إلى جهله فيخرجهم من السنة إلى البدعة ومن المسلمين إلى المستشرقين بهذا الجهل وهذه من (القواصم)!!. صحيح أن هناك روايات ضعيفة ومرسلة تعارض روايات الصحيحين وتثبت بيعة علي وسعد بن عبادة لكن تلك الروايات لا تقاوم روايات الصحيحين ولا يثبتها إلا الذين يخشون أن تخلف الواحد أو الاثنين يضر بالبيعة!! فلذلك تجدهم يحاولون رد روايات الصحيحين وتقوية الروايات الضعيفة والمرسلة. وكون بعض الصحابة كره بيعة أبي بكر أو كان يرى اختيار غيرها أمر مشهور معلوم، بل إن ابن تيمية وهو في معمعة الرد على الروافض يعترف بهذه الحقيقة فقد قال في منهاج السنة (7 / 49): (وبايع المسلمون أبا بكر وكان أكثر بني عبد مناف من بني أمية وبني هاشم وغيرهم لهم ميل قوي إلى علي بن أبي طالب يختارون ولايته). وقال في المنهاج أيضا (1 / 530): (وصار أبو بكر إماما بمبايعة جمهور الصحابة). ولم يقل (كل الصحابة) وقال (76 / 176): (وقد تخلف سعد بن عبادة عن بيعة أبي بكر)!!.
ولعل هذه الاعترافات من ابن تيمية هي أشد على الفقيهي من ثبوت روايات الصحيحين!! لأننا تعودنا على قبول أقوال العلماء أكثر من قبولنا للنصوص الصحيحة. فنحن صناعة تربية تجعلنا