أما الروايات التي تدل على أن بعض الصحابة كره بيعة أبي بكر فمنها ما رواه البخاري (7 / 20 مع الفتح في صحيحه) من اجتماع الأنصار على سعد بن عبادة وذكر البخاري المشادة بين عمر وحباب بن المنذر حتى تمت بيعة أبي بكر وفيها قال بعضهم للمهاجرين (قتلتم سعد بن عبادة فقال عمر: قتله الله) فهذا الحديث مشهور في الصحيحين (وليسا من كتب الرافضة) وفي الحديث دلالة على أن سعد بن عبادة وهو (بدري) كره بيعة أبي بكر ولا ريب أن كثيرا من الأنصار وخاصة قبيلته (الخزرج) ومنهم ابنه قيس بن سعد والحباب بن المنذر كانوا على رأيه في كراهية بيعة أبي بكر وإن كانوا قد بايعوا بخلاف سعد فإنه لم يبايع.
ومن ذلك ما رواه البخاري (في صحيحه مع الفتح 12 / 151) عن عمر من تخلف علي والزبير ومن معهما عن بيعة أبي بكر وفيها قول عمر: (وخالف عنا علي والزبير ومن معهما) ولا ريب أنهما لن يتخلفا عن بيعة أبي بكر إلا عن عدم رضى. وذكرت عائشة أن عليا لم يبايع أبا بكر أشهرا عدة رواه البخاري في (صحيحه مع الفتح 7 / 564).
إذن فعلي سيد بني هاشم والزبير بن العوام كبير بني أسد وسعد بن عبادة سيد الخزرج وأبو سفيان كبير بني أمية وغيرهم من المتبوعين لم يرضوا ببيعة أبي بكر ولا بد أن يكون معهم بعض قومهم على الأقل - في كراهية بيعة أبي بكر لكن هذه الكراهية لن تضرها شيئا فقد انعقدت وبايع بعض الكارهين كالأنصار