الملاحظة التاسعة والعشرون ذكر الفقيهي سيف بن عمر والواقدي وغيرهما من المؤرخين وفضل سيفا عليهم بقوله (وسيف في الحقيقة أفضل هؤلاء) أقول:
الفقيهي ظلم (الحقيقة) ولو بحث في كتب الجرح والتعديل لوجد أن الواقدي وثقه نحو سبعة من الأئمة المحدثين بل أسماه بعضهم (أمير المؤمنين في الحديث) بينما سيف بن عمر لم يوثقه أحد فكيف يظلم الفقيهي (الحقيقة) بتفضيله سيفا على الواقدي؟
الملاحظة الثلاثون قوله: (ولو أهملت روايات سيف وأمثاله لسقط جزء كبير من التاريخ).
أقول: أولا: الضعفاء مراتب وليسوا في مرتبة واحدة، فالضعيف الذي لم يؤثر عنه الكذب والاختلاق أو المختلف فيه فهذا نعم يستفاد منه في الأخبار أما من جرب عليه الكذب والاختلاق مثل سيف وابن جعدبة فلا ولا كرامة فالفقيهي يعمم ويخلط أمورا فيها تفاصيل كثيرة.
ثانيا: قول الفقيهي السابق يقول به أيضا كثير من المؤرخين ليتخذوا من القول السابق جسرا لأخذ ما يحبون وترك ما لا يوافق أهواءهم وأحكامهم المسبقة فنجد أحدهم ينتقي من روايات الواقدي وأبي مخنف وسيف ما يتوافق مع ما يحب ويقويه ويترك ما سوى ذلك ويضعفه فيأتي آخر ويأخذ الجانب الآخر فيظهر للقارئ أن التاريخ الإسلامي متناقض!!