والسنة فهي تأتي على كل شئ، وكأن سيف في روايته (اشتراطهم إقامة الحدود) كأنه يريد الاعتذار عن الخارجين على علي بأن (قتله عثمان لم يقتلوا) وما دام أن البيعة بشرط ولم يتحقق الشرط فقد بطلت البيعة ولم تلزم أهل الشام!!
وفي رواية سيف اتهام مبطن لعلي بأنه يريد (إضاعة الحدود ويرفض تطبيق أحكام الشرع) فسيف بروايته تلك يكون قد ضرب أكثر من حقيقة بخبر مكذوب وقد بينا في حلقات ماضية موقف الصحابة من الاقتصاص من الجماعة المتأولة أو من أفرادها وكيف أن أكثر الصحابة على ترك القصاص من المتأولين إضافة إلى عدم معرفة القاتل بعينه وعدم توفر أدلة الإثبات والشهود فهذا كله من موانع الاقتصاص وقد توسع الشافعي في كتاب الأم في شرح هذه القضية.
- وذكر المؤلف ص 431: (غياب كثير من الصحابة عن المدينة) أيام بيعة علي وهذا أيضا من أباطيل سيف بن عمر فإن أكثر الصحابة بالمدينة أما خروج بعضهم من المدينة للفتوحات والولايات فهذا حاصل من عهد أبي بكر رضي الله عنه.
- وذكر المؤلف ص 437: عرض الثوار البيعة على طلحة والزبير وسعد وابن عمر ثم ختم الرواية بقوله (يقول ابن جرير:
فبقوا حيارى لا يدرون ما يصنعون والأمر أمرهم) وهذا ليس قول ابن جرير الطبري بل هذه رواية سيف بن عمر التميمي انظر الطبري (4 / 432) وكان الأولى بالمؤلف أن ينقل الخبر منسوبا إلى