براءة الشيعة من الغلو والغلاة تقديم (1) والشئ المحقق حسب الدراسات العلمية التي لا تخضع لهوى ولا تجنح لعاطفة أن التشيع بمفهومه الفكري وأرصدته الروحية، والسياسية قد نشأ وترعرع وتكون حينما فجر النبي العظيم صلى الله عليه وآله وسلم دعوته الخلاقة الهادفة إلى إقامة مجتمع سليم متوازن في سلوكه واجتماعه واقتصاده تسود فيه العدالة وتعم فيه الأخوة والمحبة والأمن والرخاء، فعقد مؤتمرا ضم الأسر القرشية، وعرض عليهم رسالته الخالدة التي تنقذهم من واقعهم المرير، وما هم عليه من التخلف الفكري وطلب منهم من يؤازره على إشاعة مثله ومبادئه بين الناس ليتخذه وزيرا وخليفة ووصيا من بعده لتمتد تعاليمه بعد رحيله، فوجموا جميعا وسخر بعضهم منه، فانبرى إليه الإمام أمير المؤمنين عليه السلام وهو
(٦٧)