على أعداء الله وبد دلهم شملهم ولم يزل في ضرب حسام وهم هاربون إلى أن اقبل الليل فصاح بالحملة على أعداء الله ولم يزالوا في القتال إلى أن طلعت الشمس وأراد المشركون الانفصال فما مكنهم من ذلك ولم يزالوا كذلك ثلاثة أيام ليلا ونهارا ثم وقع بينهم الانفصال فرجع بجيوشه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فشكر هم هذا ما كان من أمر هؤلاء واما ما كان من أمر عدو الله فإنه لما عاين هذه الفعال التفت إلى الوزير المتقدم ذكره وعاد عليه ما قاله فقال لوزير وكم يا مرك هذا الاله ولم ينصرك كأنه يريد ان يفني دولتك وماله الا الكسر ورميه في القفار قال فلما سمع وزير الميسرة ذلك قال له يا ملك لا تسمع كلام هذا الوزير والرأي عندي ان ترسل إلى أقصى القرى والرجال يأتوك من جميع البلاد وأنت تغلبهم بكثير الجيوش فلما سمع اللعين ذلك الكلام كتب أربعة عشر كتابا وأعطاها للقاصد وقال له سر إلى العربان وائت بهم إلي فاخذ الكتب وسار هذا ما كان من أمر اللعين واما ما كان من أمر وزير الميمنة فإنه لما شاهد من الملك هذه الفعال صبر إلى الليل وكتب كتابا وأعطاه لعبده وكان هذا العبد يكتم سره وقال له يا سعيد خذ هذا الكتاب واقصد إلى خيمة النبي صلى الله عليه وسلم أعطيه إياه وأنت حر لوجه الله تعالى فلما سمع العبد بذلك سار إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأعطاه الكتاب ففتحه وأراد ان يقرأه وإذا بالحروف نطقت من غير أن يقرأها وكل الناس يشاهدون تلك المعجزات وقد زاد ايمانهم ولما ان تكلمت الحروف فهم الحاضرون ما في الكتاب وعلموا انها نصيحة من الوزير فشكر النبي صلى الله عليه وسلم ثم بعد ذلك قام الملك العر مرم وقبل الأرض بين يدي سيد الأنام وقال أريد ان تأذن لي بالانصراف بمفردي واترك جيشي ولا أغيب عنك أكثر من سبعة أيام ونأتيك بباقي عساكري يكونوا مساعدين لنا على هذه الكفرة اللئام فلما سمع النبي صلى الله عليه وسلم ذلك قال له سر على بركة الله يسر الله ربي لك كل خير (قال الراوي) فركب الملك العر مرم من وقته وسار هذا ما كان من امره واما ما كان من أمر النبي صلى الله عليه وسلم فإنه دعا بمعاذ بن جبل وقال له سر أنت إلى ابن أبي بكر وائل وقل لهم ان محمدا ابن عبد الله يدعو كم إلى النجدة على الكفار قال فلما سمع ذلك قال سمعا وطاعة وسار ثم إن النبي صلى الله عليه و سلم دعا بخالد بن الوليد فقال له يا خالد سر أنت إلى بنى ثعلبه وقل لهم ان رسول الله يدعوكم إلى الغزو فقال خالد
(٢٩)