إلى أن وصلوا إلى الحصن فأشار إليهم صلى الله عليه وسلم بالجملة بعد أن نزلوا خيامهم فنصبوها وأقاموا باقي ليلتهم هذا ولما ان أصبح الصباح أمر اللعين الرجال ان تخرج إلى الجبال ومثل ما فعل الكفار فعل الأبرار ووقف النبي صلى الله عليه وسلم في القلب وقد خرج من المسلمين فارس بين الصفين ولعب بالرمح ورمقته كل عين وطلب البراز فبرز إليه فارس من الكفار وبرز من المسلمين ابن أوس ولما نزل إلى الميدان ونادى يا معشر الاسلام قد فرغت آجالكم فمن كان منكم مشتاقا إلى القتال فليخرج إلى المجال ثم إن ابن أوس ضرب الفارس الذي خرج له أطاح رأسه عن الهام والثاني فما أبقاه والثالث أعدمه الحياة لم يزل يقتل هذا برمحه ويخرج صدر ذلك إلى أن أهلك من الكفار مائة وخمسة وعشرين فارسا وقد صار نصف النهار وطلع الحر وطلب البراز فلم يبرز إليه أحد فجعل يترنم بهذه الأبيات أرى حسامي على الكفار مسلولا * ليقضي الله أمرا كان مفعولا * تركت دماهم على الأرض سائلة * كم كافر فوق وجه الأرض مقتولا * اني الحجاج في حومة الوغى * أصول عليهم عرضا وطولا * واختم كلامي بالصلاة على النبي * الهاشمي إليه أشد الحمولا * (قال الراوي) ثم إن اللعين لما رأى هذا الفارس قد أحل بهم الدمار وبكى من كان حوله ثم انه أو تر السهم وشده وقال لأصحابه حولوا السهم إلى جهته فعدل السهم إلى جهته فأصغى اللعين إلى حس لأنه كان ينادى فلما سمع اللعين حسه عدل السهم عليه ورماه به فأصابه ذلك السهم فقتله ورماه عن الجواد هذا ولما رأى عدو الله ان أوسا قتل أمر المشركين بالحملة على المسلمين فحمل الملاعين حملة صادقة فتأخرت عنهم المسلمون وكان في ذلك الوقت الامام على وعمر وبن معد يكرب نائمين فاد ر كهم خالد بن الوليد وقال لهم قوموا أدركوا إخوانكم المؤمنين فلما سمعوا الكلام قاموا وركبوا خيولهم إلى أعداء الله وعلا عليهم الغبار وضربوا بالسيوف حتى انهزمت الميمنة على الميسرة ولما أن رأى ذلك الملك عرمرم ركب وركب معه المقداد بن الأسود وضربوا في ميسرة القوم لكافرين والامام عمر وفي الميمنة كما ذكرنا وما زالوا يضربون ميامن ومياسر حتى تعبوا هذا ولما ان رأى النبي صلى الله عليه وسلم ذلك أرسل إليهما خمسين فارسا وقال لهم عند
(٣٤)