وانا أمشي على مهل على جانب القوم ونعمت على الأرض وجعلت أتقلب يمينا وشمالا وأغط كأني نائم حتى غلبت عليهم السكر وناموا كلهم كأنهم أغنام قال عمر وفقمت إليهم وانا مثل الأسد وكان قد مضى من الليل نصفه وأطفئت نارهم وصرت اتقاب من مكان إلى اخر وزدت في الغطيط كأني نائم حتى وصلت إلى الزبير بن العوام فرأيته يئن من كثرة ما هو فيه من العذاب ولما حس بي قال لي من أنت فقلت له لا تخف انا عمر وابن أمية فقم الان يا زبير وامضي معي فقال يا عمر والله لا أقدر على حركة لان هذه السلسلة قد آذتني قال عمرو فصرت أدور على مفك هذه السلسلة فلم أجد لها مفكا فتحيرت في أمري وسالت ربي ان يفرج كربي وجعلت القي بهذه السلسلة وإذا بحلقة سقطت شكرت الله ثم أخرجت السلسلة من عنق الزبير وقلت يا زبير قم الان فأراد ان يقوم فما وجد له همة فقال لي يا عمرو اصبر علي قليلا فقلت له يا زبير هذا لا يصح ان تعقد بعد هذا فوق نفسك حتى رأيك انا الاخر ماذا افعل قال عمرو ثم اني وثبت من عنده في عاجل الحال وثبة الأسد وسحبت خنجري وملت على هؤلاء الحراس فنحرتهم على آخرهم وما أبقيت منهم باقية وكان ذلك في أقل من لمح البصر ثم اني جئت للزبير وقلت له قم الان معي يا زبير فقال لي يا أخي كما ترى على هذا الهوان قال عمرو فحملته فوق أكتافي وخرجت به ورجلاه تخبط في الأرض فضايقني وانا حامله فمشيت به قدر فرسخ ونزلته في مغارة ورجعت إلى القوم فسلبت حساما صمصاما وجوادا يعد ان أسقيت صاحبه كأس الوبال وصرت بالجواد والسيف حتى وصلت إلى الزبير وقلت له قم واركب الجواد وتقلد بهذا الحسام فنهض قائما على القدام وركب الجواد وقال يا عمر والآن قد طاب قلبي وكان النهار قد اقترب فبينما انا كذلك وإذا بالمنادي ينادي فيهم من تأخر عن القتال في غداة غد ما خصمه الا السيف من يد الملك فأجابوه بالسمع والطاعة ثم إن اللعين رأس القول انتبه من نومه وركب (فقال الراوي) فدخل في وسطهم وتركت الزبير وما سالت هذا وقد دخل على الصنم ثم انه جاه بقربان وهم عشرة نياق وذبحوا ها وفرقها ثم قال لحاجبه إذا كان في غداة غد احضروا الزبير بن العوام واصلبوه على خشبة قال الراوي فلما وجد اللعين ذلك ندم على الاكرام الذي أكرمه به الطبيب وقال انا هو الأسير واخد الزبير بن العوام
(٤٠)