وجلد به الأرض فرض عظامه بعضها في بعض وتكسر وانقطع نخاعه ثم إن الامام رجع إلى زيد وقال ارجع إلى عمي العباس واقرئه مني السلام واعلمه عن كل ما جرى ونظرته أنت بالعيان فأجابه بالسمع والطاعة وقد سار فيما امره به من تلك الساعة ثم التفت الامام إلى صارم وقال له ارجع أنت إلى مكة مع زيد ولا تزيدان تيسر معي فقال صارم يا أبا الحسن أنت تعلم أن لي بمكة أولادا وأموالا وان سرت معك نهبوا أموالي وأولادي وأهلي فارجع انا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأجدد إسلامي على يديه وافعل ما يا مرني به والامر بعد ذلك إليك فقال له نعم الرأي والصواب وهذا الامر الذي لا يعاب قال وبعد ان ودعوا الامام وساروا وهم فرحون متعجبون من فعل الامام بالفرسان ولم يزالوا سائرين إلى أن وصلوا الديار هذا ما كان من أمر هؤلاء واما ما كان من أمر الإمام علي فإنه استراح بقية يومه وليلته وسار طالبا وادي الزهراء هذا ما كان من أمر الامام وعن ابن عباس رضي الله عنهما انه قال إن جبريل عليه السلام هبط على النبي صلى الله عليه وسلم وأعلمه بأمر الزبير بن العوام الثلاثة الذين خرجوا على الامام وأعلمه أيضا بعبد العباس وهو زيد ثم عرج إلى السماء وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بلال ان ينادي ويجمع الناس فنادى وقال في ندائه يا معشر المسلمين ان الرسول يدعو كم إليه ويا ذن لكم في الحضور بين يديه قال فوالله فما استتم كلامه من ندائه حتى امتلأ المسجد من المسلمين فنهض صلى الله عليه وسلم وصعد على المنبر خطيبا فبدا بالحمد لله والصلاة والسلام ثانيا وقد ذكر الله وأثنى عليه ثم بعدان تشهد في الخطبة قال يا معشر المسلمين اعلموا ان أخاكم الزبير بن العوام ما سور مع الأعداء في قيود الردى وأرسلت له الإمام علي بأمر العلي العظيم وجرى له مع الأعداء في الطريق ما هو كذا وكذا وأنتم الان حاضرون وللأمر مستمعون فماذا أنتم قائلون يرحمني الله وإياكم أجمعين (قال الراوي) فقام إليه سعيد بن عمار با فصح اخبار الصلاة والسلام عليك يا مليح الافخار هل تأذن لي ان أتكلم بشئ من المقال وأقول قولا خطر ببالي فأذن له النبي صلى الله عليه وسلم في المقال فقال يا رسول الله أرسل الفضل بن العباس بألف فارس من فرسان المسلمين وابطال الموحدين في أثر الإمام علي ابن أبي طالب وان ذلك السعي يكون ببركتك (قال الراوي) فلما سمع النبي صلى الله عليه وسلم من سعيد ذلك قال نعم الرأي
(١٥)