دعا باناء فيه ماء ووضع إصبعه الشريف فيه وصب على رأس الامام حتى خرجت الحمى في الحال من سائر جسد الامام وجاء عزمه فعندها قال النبي يا أبا الحسن كيف تجد نفسك في هذا الآن فقال ذهب ما بي ورجعت لي قوتي ببركتك يا رسول الله فأمرني بما تريد فقال له النبي اخرج الآن وجد في المسير لعلك تلحق الزبير بن العوام فوثب الإمام علي رضي الله عنه من وقته وساعته وخرج من المدينة وهو ينشد ويقول الا أبشروا أهل حثعم بالذل * فقد جاء كم ليث الحطيم وزمزم * فلا بد من ضربي عليكم وغزوتي * بحد حسام يمزج الماء بالدم * واني علي وابن عمي محمد * رسول البرايا خير عرب وعجم * عليه صلاة الله ثم سلامه * ما سار ركب إلى تلك العالم * قال الراوي وما زال الامام عليا سائر يتأمل في ذلك الوادي وأنهاره وأقبلت عليه من صدر الوادي فتلقاهم الزبير بن العوام وأراد ان يسلم عليهم وإذا هم احتاطوه من كل جانب ومكان وسألوه عن حاله فقال اعلموا اني رجل غريب وعابر سبيل اني طالب الملك شهاب مخلوق عسى ان يعطيني شيئا من المال استعين به على عيالي وقد أظهر الفقر والمسكنة فقالوا سر بنا على صحتنا قال الزبير قلت للتجار انا قصدي من هنا حاجة والحق بكم ثم مضيت معهم وقد عرجت عن الطريق ودفنت سلاحي في الأرض في مكان أعرفه انا و تركت ناقتي في تلك الأزهار وقد أقبلت بعد ذلك على الوادي الذي لعدو الله فنظرت إلى خيام كالنجوم وعساكر كالغيم ورجالا لا يحصى عددهم الا الحي القيوم و ابطال ورجال رجل الذي لا يدوم وقال الزبر دخل تلك الأودية وقلت في نفسي إذا رجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من غير أن تقضي حاجتك فيكون ذلك عارا ثم جعلت أتخطى البيوت والخيام وإذا انا بخادم قد أتى حوله عبيد وغلمان ورجال فتأملت بعيني وإذا بعدو الله جالس على كرسي من ذهب وعن يمينه خمسمائة مملو كا وعن يساره مثل ذلك وبين يديه كاسات الخمر تدور وهو بينهم مثل الأسد قال الزبير فلما نظرت ذلك وقفت باهتا إليهم لم أستطع العبور عليهم لان ذلك الملعون صاحب هيبة وكثير الجنود وصعدت على شجرة عالية وجعلت انظر إليهم وإذا بصراخ قد علا حتى ارتج الوادي فقال
(١١)