أمية الضمري وقال يا رسول الله أعرفه واعرف بلاده فقال النبي صلى لله عليه وسلم يا عمرو وفقك الله للخير أخبرني فقال يا رسول الله اني كنت قبل الاسلام أغير على العرب وأنهب كل جواد سابق منتخب فرحلت من بلادي إلى وادي الزهزية فنظرت إلى تلك الربوات وهي مخضرة بجميع الأعشاب والفكهات وهي متسعة الجنبات مملؤة بالرجال كأنهم الأسود الضاربات ونظرت إلى نوق وجمال وأناس لا يعلم عددهم الا الله فسالت بعض الرعاة لمن تكون هذه الديار فقال إنها للملك المشهور وهو شهاب الخثعمي وله ولد يسعى مخلوق القلب الملقب براس الغول وهم سادات بني خثعم قال فلما سمعت هذا الكلام دخلت على الملك وقلت له يا أيها الملك الهمام والبطل الضر غام اعلم انني رجل غريب وعابر سبيل ولا وجدت إلي ملجأ الا أنت وقد أتيتك متوكلا عليك وحق الآيات والعزى والهبل الكبير الأعلى لتعطيني من خبرك ونعمتك وجودك العام وآمني على نفسي واعطني الأمان قال فلما سمع مني هذا الكلام فرح بي فرحا شديدا ثم انه أعطاني الأمان ورحب بي وأحسن إلى وكان يا رسول الله ذلك مني خديعة ومكرا واني أريد ان افعل به مكيدة وكان ولده مخلوق كبير الرأس تهابه جميع الناس لكبر هامته وكثرة شره وسطوته وان هذا رأس الغول من يومه وهو ظالمه لا يرحم صغيرا ولا يوقر كبيرا سفاك الدما وقد سخط عليه رب السماء فقال له والده يا والدي اما تنتهي عن ظلمه والعباد ونتقي اله موسى وإبراهيم يا ولدي ان الناس قد استغاثوا من ظلمك فان كنت يا ولدي تريد الرغبة في المملكة فهي لك وما هي لأحد غيرك ولكن أقلل من ظلمك استعمل العدل في رعيتك تنقاد إليك الأجناد وتلين قلوبهم إليك بالمحبة والوداد يا ولدي ان الظلم قد أهلك من هو أشد منك قال فلما سمع مخلوق لعنة الله عليه ذلك من أبيه زعق عليه زعقة قوية أرجفت من كان حوله وقال الآن تعيين قومك علي لأقتلنهم ولأقتلنك أنت بعدهم ألم تعلم أن الذي لم تحذره الناس لم يكبر في أعينهم فلما سمع والده منه ذلك الكلام خاف منه خوفا شديدا وقال له يا ولدي هذه
(٥)