سيدا بعد سيد وكل من دعاه أجاب حتى أرسل مائة كتاب وكل من وصل إليه كتاب يظن أن الملك يدعوه وينظر ما يصنع بولده مخلوق هذا ما كان منهم و اما من كان من أمر الخادم الذي سار إلى الوزير فلم يزل سائرا إلى أن صار عنده فأعطاه الكتاب وقال أيها الوزير أجب شهاب فأجاب بالسمع والطاعة وركب معه ولم يزل سائرا حتى دخل على رأس الغول فرآه على سرير مملكة أبيه وكان الوزير أكبر أعدائه فوثب إليه رأس الغول وضربه وقع رأسه من غير أن يكلمه ثم التفت إلى الخادم وهو الحاكم الأول وقال له امض إلى الحاجب الكبير وائتني به ولم يزل الملعون يدعوا واحدا بعد واحد وكل من حضر عنده من رؤوس المملكة يفعل به مثل ما يفعل با مثاله حتى قتل مائة وسبعون سيدا في تلك الليلة ولما أصبح الصباح طلب سائر أرباب الدولة إلى الديوان وسائر المماليك والخدم وكل منهم لا يعلم تلك الأحكام ولما ان تكاملوا في الديوان وجدوا رأس الغول جالسا على سرير المملكة والتاج على رأسه وهو جالس كأنه الأسد وكل ما بين يديه ومن نظر إليه بعينيه لا يقدر يتأخر واسمروا على مثل هذا الحال حتى تكامل كل الرجال وهم باهتون إليه بالابصار قال فلما طال بهم الامر التفت رأس الغول وصاح بهم صيحة عظيمة وقال ويلكم ما الذي أبهتكم ثم انه كشف لهم عن رأس أبيه وقال لهم تعرفون من هذا فقالوا أبوك أيها الملك الهمام وقال أتعلمون من فعل به هذه الفعال فقالوا لا نعلموا فقال لهم انا الذي فعلت به هذا الفعل ومن تكلم منكم بكلمة واحدة ألحقته به الحال فمن أعطاني منكم أعطيه المال والنور ومن خالف أمري أسقيته كأس الوبال قال عند ذلك تقدم رجل من خواص دولته وناداه وكل ذلك الرجل من المغضمين عند أبيه وقد صعب عليه ما جرى عليه وقال له والله يا عدو الله لقد طغيت على أبيك فبئس ما فعلت والله لقد طغيت وتجبرت فوعزة ربي اله إبراهيم ورب زمزم والحطيم لو اني أجد من يعينني على قتلك لقتلتك واخذت بثار أبيك فلما سمع عدو الله رأس الغول من الرجال هذا الكلام صار الضياء في عينيه ظلام وقال للرجل من يقدر يجاوبني وضرب الرجل بالسيف على عاتقه أخرجه يلمع من علائقه قال فلما ان رأى ذلك الحاضرون ارتعدت أبدانهم ثم انهم قالوا أيها الملك الهمام اعمد عنا سيفك فهان نحن من جملة
(٧)