التوابون - الدكتور إبراهيم بيضون - الصفحة ١٣١
ولقد سبق لهؤلاء الاشراف أن ألحوا كثيرا على أمير الكوفة الزبيري (1) لضرب جماعة التوابين قبل أن يقوى أمرهم ويشتد خطرهم. ولكنه لم يتأثر لضغوطهم أو ينساق مع مصالحه السياسية - باعتباره ممثلا لابن الزبير - المتعارضة مع آمال التوابين وتطلعاتهم. وللحقيقة، فان أمير الكوفة تصرف بموضوعية واخلاص في معالجة مسألة التوابين، وقد ظهر ذلك في جوابه للزمرة من الاشراف: الله بيننا وبينهم! ان هم قاتلونا قاتلناهم، وان تركونا لم نطلبهم (2). لم الخوف من التوابين.. أهو الذي قتل الحسين؟ (3) على حد تعبيره.. فهو لم يتردد من لعن قاتله أمام الاشراف وبعضهم اشترك في الجريمة. وفي نفس الوقت جاهر برأيه في خطبة له في مسجد الكوفة.. لقد أصبت بمقتله رحمة الله عليه، فان هؤلاء القوم - ويقصد التوابين - آمنون، فليخرجوا ولينتشروا ظاهرين ليسيروا إلى من قاتل الحسين فقد أقبل إليهم وأنا لهم على قاتله ظهير (4).
لم يكن هناك إذا تضارب بين أمير الكوفة وبين أمير التوابين، أو تنافس بينهما على السلطة. فحركة هذا الأخير

(1) عبد الله بن يزيد الأنصاري.
(2) الطبري: 7 / 53.
(3) الطبري: 7 / 53.
(4) الطبري: 7 / 54.
(١٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 ... » »»