الإمام في مواجهة التاريخ كان أمير المؤمنين علي عليه السلام، كما يخبرنا هو، وكما سنرى خلال هذه الدراسة يوجه عناية فائقة إلى التاريخ، عناية جعلت من التاريخ عنصرا بارزا فيما وصل إلينا من كلامه في مختلف الموضوعات التي كانت تثير اهتمامه.
وعناية الإمام بالتاريخ ليست عناية القاص والباحث عن القصص. كما أنها ليست عناية السياسي الباحث عن الحيل السياسية وأساليب التمويه التي يعالج بها تذمر الشعب، وإنما هي عناية رجل الرسالة والعقيدة، والقائد الحضاري والمفكر المستقبلي.
إن القاص يبحث ليجد في تاريخ الماضين وآثارهم مادة للتسلية والإثارة. والسياسي يبحث ليجد في التاريخ أساليب يستعين بها في عمله السياسي اليومي في مواجهة المآزق، أو يستعين بها في وضع الخطط الآنية المحدودة 1.
والمؤرخ يقدم لهذا وذاك المادة التاريخية التي يجدان فيها حاجتهما.
أما الرائد الحضاري، رجل الرسالة والعقيدة ورجل الدولة فهو يبحث ليجد في