الإسلام يتحدى - وحيد الدين خان - الصفحة ٥٩
ان يحكم باستحالة ان يكون هذا كله قائما بنفسه، بل إن هنالك طاقة غير عادية هي التي تقيم هذا النظام العظيم، وتهيمن عليه.
* * * الأنظمة المعقدة ان هذا النظام الذي يوجد في العوالم الكبرى، نجده؟ في صورته الكاملة؟ في أصغر عالم عرفناه، فنحن نعرف؟ طبقا لأحدث معلوماتنا؟ ان الذرة أصغر عالم؟ وانها قد تناهت في صغرها حتى لا يمكن ان نشاهدها بالمنظار الذي يكبر الأشياء ملايين المرات، فهي؟ بناء على هذا؟ ليست شيئا، بل انها لا شئ بالنسبة إلى أدنى ما يستطيع البصر الانساني أن يراه، ولكن هذه الذرة؟ مع ما وصفناها به؟ تحتوي بصورة رائعة على نظام الدوران العجيب، الموجود في النظام الشمسي، فالذرة اسم لمجموعة من الألكترونات، وهذه الألكترونات لا يتصل بعضها ببعض، وانما يوجد بينها فراغ كبير الحجم (نسبيا).
ولنأخذ مثلا قطعة من الحديد التي توجد فيها الذرات، متصلا بعضها ببعض اتصالا شديدا.
وسنجد أن هذه الألكترونات لا تشغل أكثر من 000000000، 11 من مساحة الذرة، وبقية المجال يكون خاليا. ولو أننا أخذنا صورة مكبرة لجزيئين من الألكترون والبروتون فسوف يكون الفاصل بينهما ما يقرب من ثلاثمائة وخمسين ياردة. ولقد نتصور الذرة، من حيث هي في الغبار، غير مرئية، ومع هذا فان حجم دوران الألكترون داخلها يبلغ حجم كرة قدم قطرها ثمانية أقدام.
والألكترون؟ الذي هو الجزئ السلبي في الذرة؟ يدور حول البروتون؟ الذي هو الجزئ الايجابي فيها؟ وهذه الجزيئات التي لا حقيقة لها أكثر من نقط وهمية سابحة في الشعاع، تدور حول مركزها، بنفس النظام الذي تتبعه الأرض في مدارها حول الشمس، بحيث لا يمكن تصور وجود الألكترون في مكان محدود لسرعة دورانه، وانما هو يتخيل فقط موجودا على طول مداره في وقت واحد. وذلك لأنه يدور حول مداره بلايين المرات في الثانية الواحدة!!.
هذا النظام الذري يستحيل قيامه بنفسه، ولا طريق إلى مشاهدته، ولا يمكن تفسير عمله داخل الذرة بغير العلم، اما وقد تبناه العلم فعلا، فلماذا لا نأخذ منه دليلا على وجود منظم قائم على هذا التنظيم؟ انه يستحيل قيام هذا التنظيم في الذرة دون منظم قائم عليه.
* * * اننا نتحير إذا رأينا النظام المعقد لأسلاك التليفون، ونتحير إذا وجدنا ان مكالمة من
(٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 ... » »»