المستقبلة قبل وقوعها بقرون. انه نظام لا مثيل له، من الذرة إلى قطرة الماء، إلى الكواكب السحيقة في أجواء الفضاء.. نظام تستنبط على أساسه قوانين علمية!.
ان نظرية نيوتن تفسر دوران الكرات الفلكية، وبناء على هذه النظرية استطاع العالمان: آدمز ولافرييز أن يتنبآ بوجود كوكب، لم يكن معروفا وجوده في وقتهما، وبناء على قولهما وجه مرصد برلين في ليلة من ليالي سبتمبر سنة 1846 تلسكوبا إلى الجهة التي أشارا إليها، وسرعان ما وجد رجال المرصد الكوكب الذي نسميه اليوم (السيار نبتون)، في أسرة الشمس!!.
* * * خصائص حكمية ان أبعد الأمور عن القياس، وأعظمها استحالة، هو أن نؤمن بأن الكون وقطعيته.
الرياضية، قد جاءا نتيجة صدفة!.
فمن الخصائص الحكيمة في هذا الكون كونه صالحا لتصرفات الانسان عند الضرورة، ولنأخذ النتروجين على سبيل المثال.. فان 78 % من النتروجين توجد في كل هبة من الرياح، وكذلك توجد في أجزاء كيماوية أخرى، ونسميها حينئذ النتروجين المركب، وهذه كلها يستغلها النبات لكي يهىء لنا الجزء النتروجيني في غذائنا، فلولا هذه العملية، لهلك الحيوان والانسان، وكل ما يعتمد على النبات في أكله جوعا وفاقة، فان أي نبات غذائي لا ينمو بدون هذا التحليل الكيماوي.
ان هناك طريقتين لا ثالثة لهما، لتحليل النتروجين في الأرض، والطريقة الأولى: هي العملية الجرثومية، وتقوم بأدائها الجراثيم التي تعيش في جذور الشجرة تحت الأرض، وهذه الجراثيم تأخذ النتروجين من الهواء، وتصنع من النتروجين المركب، ويبقى هذا النتروجين تحت الأرض، بعد الحصاد، مع الجذور. وأما العملية الثانية التي تصنع النتروجين المركب فهي (الرعد).. فكلما احتك الرعد في الفضاء، مزج شيئا من الأوكسجين في النتروجين، ويصل هذا النتروجين المركب إلى الحقول عن طريق الأمطار التي تلي العملية، والكمية التي تحصلها الحقول من هذا المركب بسهولة، كل سنة، هي ما يقرب من خمسة أرطال لكل ايكر (1) من الأرض، وهي تساوي ثلاثمائة رطل من نترات الصوديوم (2).