الإسلام يتحدى - وحيد الدين خان - الصفحة ٦٤
لقد توصل نيوتن، من خلال مشاهداته ومطالعاته، إلى أن الأجسام يجر بعضها بعضا، ولكنه لم يستطع تعليل هذا، ولذا سلم بأنه لا تفسير لديه لهذه العملية. وقد ذكر هذه المسألة (وهايت هيد) قائلا:
لقد كشف نيوتن؟ حين سلم بهذا؟ عن حقيقة فلسفية عظيمة، هي أن الطبيعة لو كانت بغير روح فلن تفسر نفسها، كما أن الشخص الميت لا يستطيع أن يحكي لنا واقعا. ان جميع التفسيرات الطبيعية والمنطقية لم تزد أخيرا على أن تكون إظهارا لهدف، لأن الميت لا يمكن أن يكون حامل (1) أهداف.
وسوف أدفع حديث (وهايت هيد) إلى الأمام، قائلا انه إذا لم يكن هذا الكون تحت سلطان وجود ذي ادراك فلماذا توجد فيه هذه الروح المدهشة؟.
* * * ان الأرض تتم دورة واحدة حول محورها، في كل أربع وعشرين ساعة. ومعنى ذلك أنها تسير حول محورها بسرعة ألف ميل في الساعة، فإذا فرضنا أن هذه السرعة انخفضت إلى مائتي ميل في الساعة، لطالت أوقات ليلنا ونهارنا عشر مرات، بالنسبة إلى ما هي عليه الآن، ويترتب على ذلك أن تحرق الشمس؟ بشدة حرارتها؟ كل شئ فوق الأرض، وما بقي بعد ذلك ستقضي عليه البرودة الشديدة في الليل.
وهذه الشمس، التي نعدها اليوم وسيلة حياتنا، تبلغ حرارة سطحها اثني عشر ألف درجة فهرنهيت، والمسافة بينها وبين الأرض تبلغ ما يقرب من 000000، 93 ميلا.
وهذا البون الهائل دائم، لا يتغير أبدا بزيادة أو نقص، وفي ذلك عبرة عظيمة لنا، لأنه لو نقص، واقتربت الشمس من الأرض. بمقدار النصف، مثلا، من الفاصل الحالي، فسوف يحترق الورق على الفور من حرارتها، ولو بعد هذا الفاصل، فصار ضعف ما هو عليه الآن فان البرودة الشديدة التي تنجم عن هذا البعد، سوف تقضي على الحياة في الأرض، ولو أنه حل محل الشمس سيار آخر غير عادي، يحمل حرارة تزيد على حرارة الشمس عشرة آلاف مرة، فسوف يجعل من الأرض تنورا رهيبا...
ثم إن هذه الأرض دائرة في الفضاء، وهي تؤدي عملها بزاوية 533 درجة، الأمر الذي تنشأ عنه المواسم، ويترتب عليه صلاحية أكثر مناطق الأرض للزراعة والسكنى، فلو لم تكن الأرض على هذه الزاوية لغمر الظلام القطبين طول السنة، ولسار بخار البحار شمالا

(1) The Age of Analysis, p. 85.
(٦٤)
مفاتيح البحث: الهدف (1)، الموت (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 ... » »»