قاطعا في ذاته على أن لنا وجودا (1). وحين نصطدم في الطريق بحجارة ثم نتألم فهذا الواقع دليل في ذاته على أن هناك عالما موجودا وجودا ذاتيا خارج وجودنا. وهكذا تدرك حواسنا في كل وقت أشياء كثيرة، من الفرح والألم والتذوق.، فهذا الإحساس والشعور دليل لكل شخص على أنه موجود في كون، وعلى انه يملك وجوده الذاتي، وحينئذ فلو قام أحد يشكك نفسه في وجوده الذاتي ووجود الكون فسوف نعتبر ذلك حالة استثنائية مفردة، لا ترتبط بتجربة الملايين من جماهير الناس. وسوف نقول عن هذا الرجل الفذ: انه قد غاب في عالمه الذهني، حتى نسي نفسه...
بل اننا لو سلمنا - جدلا - بأنه ليس للكون في ذاته وجود خارج ذاتنا، فلست اعتبر هذا دليلا ملزما بأنه لا وجود للإله.
وعلى كل حال فهذه هي الفكرة الوحيدة التي ترى وجود الاله مشكوكا فيه، بكل ما تتضمن من السفسطة والجهالة وانعدام الواقعية.، وهي فكرة لا معنى لها في ذاتها، وليست مفهومة لدى جمهور الناس، كما انها لم تحظ بقبول في دنيا العلم.
* * *