الإسلام يتحدى - وحيد الدين خان - الصفحة ٥٣
الباب الرابع: الطبيعة تشهد بوجود الإله أصدرت الكنيسة المسيحية في كيرالا جنوبي الهند كتيبا بعنوان:
Nature and Science Speak. about God الطبيعة والعلم يتحدثان عن الله. واعتقد ان هذه الكلمات هي أفضل عنوان لهذا الباب.
ان أكبر دليل على وجود الاله هو مخلوقه، هذا الذي نجده امامنا، وأوثق ما علمنا من حقائق الطبيعة يدعونا إلى الايمان بأنه لا ريب ان لهذه الدنيا إلها واحدا. ونحن لا نستطيع ان نفهم أنفسنا وان نفسرها، بله الكون كله مجردين من الايمان بوجود الاله.
ان وجود الكون، والنظام العجيب الذي اشتمل عليه، وأسراره الدقيقة.، لا يمكن تفسير ذلك كله الا بأنه قد خلقته (قوة)، وان هذه القوة (عقل) لا حدود له، وانها ليست بقوة عمياء.
أولا نظرية التشكيك في الوجود:
هناك جماعة من المفكرين هزيلة العدد جدا تشك في مجرد وجود مثل هذه القوة وتعتقد هذه الجماعة انه لا وجود للانسان، ولا للكون، وان الوجود عبارة عن عدم محض ولا شئ غير ذلك.
فلو سلمنا بهذه الفكرة لالتبس علينا امر الاله دون شك.. ولكننا حين نؤمن بان الكون موجود نضطر تلقائيا ان نؤمن بالإله، أو بالقوة الخالقة كما نسميها، فليس بمعقول ان نؤمن بالوجود من العدم المحض ذلك قياس باطل!!
فهذا التشكيك في وجود الكون، والذي يتخذ أحيانا شكل نظرية اللا ادرية (1) يمكن ان يعد نكتة فلسفية لا علاقة لها بالحقيقة. فنحن حين نفكر يكون فكرنا هذا دليلا

(1) هذا مصطلح مستعمل في اللغة الأردية مأخوذ من عبارة لا أدري، يشير إلى الاتجاه الذي ينكر معرفة شئ عن الكون، لان الكون لا وجود له على الحقيقة المراجع.
(٥٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 ... » »»