الإسلام يتحدى - وحيد الدين خان - الصفحة ٣١
الباب الثاني: نقد قضية المعارضين عرضنا في الباب الأول قضية المعارضين، الذين يزعمون أنه لا داعي لان يبقى الدين في عصرنا الحاضر. والحقيقة ان هذه القضية لا تقوم على أساس، ولسوف نتناول قي الأبواب الآتية، أفكار الدين الأساسية، واحدة واحدة، لننظر في مدى حقيتها، كما كانت قبل العصر الحديث.
واليكم نقدا عاما لقضية المعارضين:
أولا: حقيقة الطبيعة:
لنتكلم أولا في الدليل الذي يعرض باسم البيولوجيا، وهو ان الحوادث تحدث طبقا (لقانون الطبيعة)، فلا حاجة لان نفترض لهذه الحوادث إلها مجهولا. ان أحسن ما قيل في هذا الصدد ما قاله عالم مسيحي: Nature is A Fact, Not An Explanation ان الطبيعة حقيقة (من حقائق الكون) وليست تفسيرا (له). لان ما كشفتم ليس بيانا لأسباب وجود الدين، فالدين يبين لنا الأسباب والدوافع الحقيقية التي تدور وراء الكون، وما كشفتموه هو الهيكل الظاهر للكون. ان العلم الحديث تفصيل لما يحدث، وليس بتفسير لهذا الامر الواقع، فكل مضمون العلم هو إجابة عن السؤال: ما هذا؟، وليس لديه إجابة عن السؤال: ولكن لماذا؟. وان التفسير الذي نحن بصدده هنا يتعلق بالأمر الثاني.
* * * لنفهم هذا من مثال بسيط. فالكتكوت يعيش أيامه الأولى، داخل قشرة البيضة القوية، ويخرج منها بعد ما تنكسر مضغة لحم، كان الانسان القديم يؤمن بان الله أخرجه ولكنا شاهدنا اليوم بالمنظار انه في اليوم الحادي والعشرين يظهر قرن صغير على منقار الكتكوت، يستعمله في تكسير البيضة، لينطلق خارجا منها. ثم يزول هذا القرن بعد بضعة أيام من خروجه من البيضة.
(٣١)
مفاتيح البحث: الأكل (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 ... » »»