الإسلام يتحدى - وحيد الدين خان - الصفحة ٣٠
وترى الفلسفة الشيوعية ان الدين خدعة تاريخية، وهي تركز الأسباب في عوامل اقتصادية، لأنها تنظر إلى التاريخ في ضوء الاقتصاد. وهي ترى ان العوامل التاريخية التي خلقت الدين هي النظام البورجوازي الاستعماري القديم. وهذا النظام القديم يلقي اليوم حتفه. فلندع الدين أيضا يذهب معه.
يقول فيلسوف الشيوعية انجلز:
ان كل القيم الأخلاقية هي في تحليلها الخير من خلق الظروف الاقتصادية (1) فالتأريخ الانساني هو تاريخ حروب الطبقات التي امتص فيها البورجوازيون دماء الفقراء، وقد كانت الغاية من وضع الدين والأسس الأخلاقية حماية حقوق البورجوازيين.
ويقول البيان الشيوعي: (Communist Menifesto):
ان الدستور والاخلاق والدين كلها خدعة البورجوازية، وهي تتستر وراءها من أجل مطامعها.
ويقول لينين في خطاب له ألقاه في المؤتمر الثالث لمنظمة الشباب الشيوعي في اكتوبر سنة 1920: اننا لا نؤمن بالإله، ونحن نعرف كل المعرفة ان أرباب الكنيسة والاقطاعيين والبورجوازيين لا يخاطبوننا باسم الاله الا استغلالا، ومحافظة على مصالحهم، اننا ننكر بشدة جميع هذه الأسس الأخلاقية التي صدرت عن طاقات وراء الطبيعة، غير الانسان، والتي لا تتفق مع أفكارنا الطبقية، ونؤكد ان كل هذا مكر وخداع، وهو ستار على عقول الفلاحين والعمال، لصالح الاستعمار والاقطاع، ونعلن ان نظامنا لا يتبع الا ثمرة النضال البروليتاري، فمبدأ جميع نظمنا الأخلاقية هو الحفاظ على الجهود الطبقية البروليتارية (2).
كانت هذه هي قضية معارضي الدين التي يزعم بعض العلماء الجدد بناء عليها ما يمكن تلخيصه في كلمة أستاذ أمريكي في طب الأعضاء:
s crueliest and whckediest hoaxScicnce has shown Religion to be history.
لقد أثبت العلم ان الدين كان أقسى وأسوأ خدعة في التاريخ (3).
ولسوف ننظر في مدى صحة هذه القضية على أسس علمية في الباب الآتي، ان شاء الله.
* * *

(1) Anti Duhring, Moscow, 1954, p. 131.
(2) Lenin, Selected Works, Moscow, 1947, Vol, II, p. 667.
(3) Quoted by CA Coulson, Science & Christian Belief, P. 4,
(٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 ... » »»