الإسلام يتحدى - وحيد الدين خان - الصفحة ١٨٦
فشل في تغذية الشعور، والأماني، والإرادة، وكانت حصيلة ذلك جسما طويل القامة ممتلئ النواحي، ولكن الجانب الآخر من الجسم، وهو أصل الانسان، أصبح يعاني من أزمات لاحد لها.
لقد أكدت احصائية: أن ثمانين في المائة من مرضى المدن الأمريكية الكبرى يعانون أمراضا ناتجة عن الأعصاب، من ناحية أو أخرى. ويقول علماء النفس الحديث: ان من أهم جذور هذه الأمراض النفسية: الكراهية، والحقد، والجريمة، والخوف، والارهاق، واليأس، والترقب، والشك، والأثرة، والانزعاج من البيئة. وكل هذه الأعراض تعلق مباشرة بالحياة المحرومة من الايمان بالله.
ان هذا الايمان بالله يمنح الانسان يقينا جبارا، حتى يستطيع مواجهة أعتى المشكلات والصعاب، فهو يجاهد في سبيل هدف سام أعلى، ويغض بصره عن الأهداف الدنيئة القذرة.
ان الايمان بالله يعطي الانسان محركا هو أساس سائر الأخلاق الطيبة، ومصدر قوة العقيدة، العقيدة التي عبر عنها السير وليام أوسلر William Osler. بقوله: انها قوة محركة عظيمة، لا توزن بأي ميزان، ولا يمكن تجربتها في المعامل.
ان العقيدة هي سر مخزن الصحة النفسية الموفورة، التي يتمتع بها أصحابها، وأية نفسية محرومة من هذه العقيدة لن تنتهي الا بالأمراض، أقساها وأعتاها.
ومن شقوة الانسان أن علماء النفس يبذلون كل ما يمكنهم من الجهود في الكشف عن أمراض نفسية وعصبية جديدة، ولكنهم في نفس الوقت يهملون بذل الجهود للوصول إلى علاج هذه الأمراض. وهذه الظاهرة تثير شعورا كئيبا بأن هؤلاء العلماء قد أخفقوا في الميدان الأخير، ولذلك أكبوا على الميدان الثاني، يسترون خيبتهم، ويظهرون بطولتهم أمام العالم!.
والى ذلك أشار أحد العلماء المسيحيين قائلا: ان علماء الطب النفسي يبذلون كل جهودهم في كشف أسرار القفل الدقيقة الذي سوف يغلق علينا كل أبواب الصحة!.
فالمجتمع الجديد يسير في اتجاهين في وقت واحد فهو يحاول من جهة الحصول على جميع الكماليات المادية على حين يتسبب؟ لتركه الدين؟ في خلق أحوال تجعل من الحياة جحيما، انه يعطيك دواء الشفاء من الفم. ويحقنك السم في العضل!.
وسوف أنقل هنا شهادة لهذه الظاهرة رواها الدكتور بول أرنست أدولف؟ يقول:
تعرفت أثناء دراستي بالكلية الطبية على التغييرات التي تطرأ على أنسجة الجسم بعد الإصابة بالجراح، وشاهدت أثناء التجارب بالمنظار المكبر أن أعراضا محددة تطرأ على هذه الأنسجة، مما يؤدي إلى اندمال الجروح وشفائها، وعندما أصبحت طبيبا بعد اتمام دراستي
(١٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 » »»