وكثيرا ما طبعوا على جدران المكاتب عبارات تقول: ان تقديم الرشوة، وقبولها ذنب، ولكن المرء، عندما يشاهد أن جرائم الرشوة تمضي في طريقها على قدم وساق، بمشهد من هذه العبارات، نفسها، يضطر إلى أن يعترف بأن الدعاية الحكومية لن تستطيع أن تمنع هذه الجريمة الاجتماعية القبيحة.
انهم يكتبون في كل عربة من عربات القطار: ان القطارات ملك للشعب، والحاق أي ضرر بها جريمة ضد الشعب.، ولكن المسافرين في نفس هذه العربات يسرقون لمباتها الكهربائية الرخيصة، ويحطمون زجاجها، وربما يثورون فيشعلون فيها النيران. وهو دليل على: أن فائدة الشعب ليست بأقوى من فائدة الفرد!!..
ان كبار الزعماء والسياسيين يعلنون في خطبهم: أن استغلال الوسائل الحكومية لصالح الأغراض الفردية خيانة في حق الشعب والدولة. ولكن المشروعات الكبرى تفشل في تحقيق أهدافها، لأن النسبة الكبرى من الميزانية المقررة تأخذ طريقها إلى جيوب المسؤولين القائمين بأمر هذه المشروعات، بدلا من انفاقها في مكانها الصحيح. وهكذا اختفت المعايير والقيم من الحياة القومية، رغم كل الجهود التي بذلت من جانبي المصلحين والزعماء، وباءت كل الوسائل التي استخدموها بالفشل الذريع (1).
هذه الظواهر هي في الواقع دلائل على أن الحضارة الإلحادية قد انتهت بركب البشرية إلى الوحل، وقد ضللتها عن طريقها، التي لم يكن منها بد لمواصلة المسيرة، ولا حل لهذه الأزمة الا بالرجوع إلى الله، والتسليم بأهمية الدين للحياة، فهو الأساس الوحيد الذي يساعد على النهوض بالحياة البشرية على خير وجه، وليست هناك من أسس أخرى.
* * * كتب البروفسور تشستر باولز (2)، السفير الأمريكي الأسبق لدى الهند، يقول: