عجائب الآثار - الجبرتي - ج ١ - الصفحة ٨٠
الأمان وفر من كان داخل القلعة من العسكر فبعضهم نزل بالحبال من السور وبعضهم خرج من باب المطبخ فعند ذلك هجمت العساكر الخارجة على الباب ودخلوا الديوان فأرسل الباشا القاضي ونقيب الاشراف يأخذان له أمانا من الصناجق والعسكر فتلقوهما واكرموهما وسألوهما عن قصدهما فقالا لهم ان الباشا يقرئكم السلام ويقول لكم انا كنا اغتررنا بهؤلاء الشياطين وقد فروا المراد ان تعلمونا بمطلوبكم فلا نخالفكم فقالوا لهما اعلموه ان الصناجق والامراء والاغوات والعسكر قد اتفقوا على عزله وان قانصوه بك قائمقام واما الباشا فإنه ينزل ويسكن في المدينة إلى أن نعرض الامر على الدولة ويأتينا جوابهم فأرسل القاضي نائبه إلى الباشا يعرفه عن ذلك فاجابه بالطاعة واستأمنهم على نفسه وماله واتباعه وركب من ساعته في خوصه يقدمه قائمقام واغات مستحفظان عن يمينه واغات المتفرقة عن شماله واختيارية الوجاقات من خلفه وامامه ونزل من باب الميدان وشق من الرميلة على الصليبة والعامة قد اصطفت بشافهونه بالسب واللعن إلى أن دخل بيت على آغا الخازندار بجوار المظفر وهجم العسكر على باب مستحفظان فملكوه ونهبوا بعض أسباب حسين آغا مستحفظان وخرج حسين آغا من باب المطبخ فلما رآه يوسف بك أشار إلى العسكر فقطعوه وقطعوا إسماعيل أفندي بالمحجر وكذلك عمر اغات الجراكسة بحضرة إسماعيل بن ايواظ وخازنداره ذو الفقار وقع في عرض بلدية علي خازندار وحسن كتخدا الجلفي فحمياه من القتل وذو الفقار هذا هو الذي قتل إسماعيل بك بن ايواظ وصار أميرا كما يأتي ذكر ذلك في موضعه فقتلوه بباب العزب ونزل افرنج احمد وكجك احمد اوده باشا إلى المحجر متنكرين فعرفهما الجالسون بالمحجر فقبضوا عليهما وذهبوا بهما إلى باب العزب وقطعوا رؤوسهما وذهبوا بهما إلى بيت ايواز بك وطلع علي آغا إلى محل حكمه وطلع حسن كتخدا من باب الوالي
(٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 ... » »»