عجائب الآثار - الجبرتي - ج ١ - الصفحة ٧٦
قال محمد بك هذا رأس قليدهم وراحت عليهم قال له أيوب بك أنت ربيت في أين اما تعلم أن ايواظ بك وراءه رجال وأولاد ومال وهذه الدعوة ليس للقاسمية فيها جناية والان جرى الدم فيطلبون ثأرهم ويصرفون مالا ولا يكون الا ما يريده الله ولما ذهبوا بالرأس إلى الباشا فرح فرحا شديدا وظن تمام الامر له ولمن معه وأعطى ذهبا وبقاشيش ودفنوا ايواظ بك وطلبوا من أيوب بك الرأس فأرسلها لهم بعد ما سلخها الباشا فدفنوها مع جثته ثم إن أيوب بك كتب تذكرة وأرسلها إلى إبراهيم أبو شنب يعزيه في ايواظ بك ويقول له إن شاء الله تعالى بعد ثلاثة أيام نأخذ خاطر الباشا ويقع الصلح وأرادوا بذلك التثبيط حتى يأخذوا من الباشا دراهم يصرفونها ويرتبوا أمرهم وأم ما كان من امر اتباع ايواظ بك فركب يوسف الجزار واخذ معه إسماعيل بن ايواظ بك المتوفي واحمد كاشف وذهبوا عند قانصوه بك فوجدوا عنده إبراهيم بك واحمد بك مملوكه وقيطاس بك وعثمان بك بارم ذيله ومحمد بك الصغير المعروف بقطامش جالسين وعليهم الحزن والكآبة فلما استقر بهم الجلوس بكى قيطاس بك فقال له يوسف الجزار وما فائدة البكاء دبروا امركم قالوا كيف العمل قال يوسف الجزار هذه الواقعة ليس لنا فيها علاقة أنتم فقارية في بعضكم واننا الآن انجرحنا ومات منا واحد خلف ألفا وخلف مالا اعملوني صنجقا وأمير حاج وسر عسكر واعملوا ابن سيدي إسماعيل صنجقا يفتح بيت أبيه وفيه البركة وأعطوني فرمانا من الذي جعلتموه قائمقام وحجة من نائب الشرع الذي اقمتموه أيضا على أن الذي سقطت عدالته يسقط عنه حلوان البلاد ونحن نصرف الحلوان على العسكر والله يعطي النصر لمن يشاء من عباده ففعلوا ذلك وراضوا أمورهم في الثلاثة أيام وتهيأ الفريقان للمبارزة وخرجوا يوم السبت تاسع عشر ربيع الثاني وكان
(٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 ... » »»