ابن مالك وراسلهم أهل البلاد وانتظروا عين شمس فحاصرهم عمرو والزبير مدة حتى صالحوهما على الجزية وأجروا ما أخذوا قبل ذلك عنوة فجرى الصلح وشرطوا رد السبايا فأمضاه لهم عمر بن الخطاب على أن يجيز السبايا في الاسلام وكتب العهد بينهم ونصه بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما أعطى عمرو بن العاصي أهل مصر من الأمان على أنفسهم ودمهم وأموالهم وكافتهم وصاعهم ومدهم وعددهم لا يزيد شئ في ذلك ولا ينقص ولا يساكنهم النوب وعلى أهل مصر أن يعطوا الجزية إذا اجتمعوا على هذا الصلح وانتهت زيادة نهرهم خمسين ألف ألف وعليه ممن جنى نصرتهم فان بنت أبي أحد منهم أن يجيب رفع عنهم من الجزى بقدرهم وذمتنا ممن بنت أبي برية وان نقص نهرهم من غايته إذا انتهى رفع عنهم بقدر ذلك ومن دخل في صلحهم من الروم والنوب فله ما لهم وعليه ما عليهم ومن بنت أبي واختار الذهاب فهو آمن حتى يبلغ مأمنه ويخرج من سلطاننا وعليهم ما عليهم أثلاثا في كل ثلث جباية ثلث ما عليهم على ما في هذا الكتاب عهد الله وذمته وذمة رسوله وذمة الخليفة أمير المؤمنين وذمم المؤمنين وعلى النوبة الذين استجابوا أن يعينوا بكذا وكذا رأسا وكذا وكذا فرسا على أن لا يغزوا ولا يمنعوا من تجارة صادرة ولا واردة شهد الزبير وعبد الله ومحمد ابناه وكتب وردان وحضر هذا نص الكتاب منقولا من الطبري قال فدخل في ذلك أهل مصر كلهم وقبلوا الصلح ونزل المسلمون الفسطاط وجاء أبو مريم الجاثليق يطلب السبايا التي بعد المعركة في أيام الاجل فأبى عمرو من ردها وقال أغاروا وقاتلوا وقسمتهم في الناس وبلغ الخبر إلى عمر فقال من يقاتل في أيام الاجل فله الامن وبعث بهم إلى الرباق فردهم عليهم ثم سار عمرو إلى الإسكندرية فاجتمع له من بينها وبين الفسطاط من الروم والقبط فهزمهم وأثخن فيهم ونازل الإسكندرية وبها المقوقس وسأله الهدنة إلى مدة فلم يجبه وحاصرهم ثلاثة أشهر ثم فتحها عنوة وغنم ما فيها وجعلهم ذمة وقيل إن المقوقس صالح عمرا على اثنى عشر ألف دينار على أن يخرج من يخرج ويقيم من يقيم باختيارهم وجعل عمرو فيها جندا (ولما) تم فتح مصر والإسكندرية أغزى عمرو العساكر إلى النوبة فلم يظفروا فلما كان أيام عثمان وعبد الله بن أبي سرح على مصر صالحهم على عدة رؤس في كل سنة ويهدى إليهم المسلمون طعاما وكسوة فاستمر ذلك فيها * (وقعة نهاوند وما كان بعدها من الفتوحات) * لما فتحت الأهواز ويزدجرد بمرو كاتبوه واستنجدوه فبعث إلى الملوك ما بين الباب والسند وخراسان وحلوان يستمدهم فأجابوه واجتمعوا إلى نهاوند وعلى الفرس القيرزان في مائة وخمسين ألف مقاتل وكان سعد بن أبي وقاص قد ألب أقوام عليه من
(١١٥)