تاريخ ابن خلدون - ابن خلدون - ج ٢ق١ - الصفحة ٩٥
[الخبر عن ملوك بنى إسرائيل بعد الحكام ثم افتراق أمرهم والخبر عن دولة بنى سليمان بن داود على السبطين يهوذا وبنيامين بالقدس إلى انقراضها] لما نقم بنو إسرائيل على يوال وأبيا ابني شمويل ما نقموا من أمورهم واجتمعوا إلى شمويل وسألوه من الله أن يبعث لهم ملكا يقاتلون معه أعداءهم ويجمع نشرهم ويدفع الذل عنهم فجاء الوحي بأن يولى الله طالوت ويدهنه بدهن القدس فأبوا بعد أن أمر شمويل بأن يستهموا عليه فاستهموا على بنى آبائهم فخرج السهم على طالوت وكان أعظمهم جسما فولوه واسمه عند بنى إسرائيل شاول بن قيس بن افيل بالفاء الهوائية القريبة من الباء ابن صارو ابن نحورت بن افياح فقام بملكهم واستور رافنين ابن عمه نير بن أفيل وكان لطالوت من الولد يهوناتان وملكيشوع وتشبهات وأنبياداف وقام طالوت بملك بنى إسرائيل وحارب أعداءهم من بنى فلسطين وعمون ومواب والعمالقة ومدين فغلب جميعهم ونصر بنو إسرائيل نصر الاكفاء له وأول من زحف إليهم ملك بنى عمون ونازل قرية بلقاء فهجم عليهم طالوت وهو في ثلثمائة ألف من بنى إسرائيل فهزمهم واستلحمهم ثم أغزى ابنه في عساكر بن إسرائيل إلى فلسطين فنال منهم واجتمعوا لحرب بنى إسرائيل فزحف إليهم طالوت وشمويل فانهزموا واستلحمهم بنو إسرائيل وأمر شمويل أن يسير إلى العمالقة وأن يقتلهم ودوابهم ففعل واستبقى ملكهم اعاع مع بعض الأنام فجاء الوحي إلى شمويل بأن الله قد سخطه وسلبه الملك فخبره بذلك وهجره شمويل فلم يره بعد وأمر شمويل أن يقدس داود وبعث له بعلامته فسار إلى بنى يهوذا في بيت لحم وجاء به أبوه ايشا فمسحه شمويل وسلب طالوت روح الجسد وحزن لذلك ثم قبض شمويل وزحف جالوت وبنو فلسطين إلى بنى إسرائيل فبرز إليهم طالوت في العساكر وفيهم داود بن ايشا من سبط يهوذا وكان صغيرا يرعى الغنم لأبيه وكان يقذف بالحجارة في مخلاته فلا تكاد تخطئ قال الطبري وكان شمويل قد أخبر طالوت بقتل جالوت وأعطاه علامة قاتله فاعترض بنى إسرائيل حتى رأى العلامة فيه فسلحه وأقام في المصاف وقد احتمل الحجارة في مخلاته فلما عاين جالوت قذفه بحجارة فصكه في رأسه ومات وانهزم بنو فلسطين وحصل النصر فاستخلص طالوت حينئذ داود وزوجة ابنته وجعله صاحب سلاحه ثم ولاه على الحروب فاستكفي به وكان عمره حينئذ فيما قال الطبري ثلاثين سنة وأحبه بنو إسرائيل واشتملوا عليه وابتلى طالوت وبنوه بالغيرة منه وهم بقتله ونفذ لذلك مرارا ثم حمل ابنه يهونتان على قتله فلم يفعل لخلة ومصافاة كانت بينهما ودس إلى داود بدخيلة أبيه فيه فلحق بفلسطين وأقام فيهم أياما ثم إلى بنى مواب كذلك ثم رجع إلى سبطه يهوذا بنواحي بيت المقدس فأقام فيهم يقاتل
(٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 89 90 91 92 93 95 96 97 98 99 101 ... » »»