معهم بنى فلسطين في سائر حروبهم حتى إذا شعر به طالوت طلب بنى يهوذا باسلامه إليه فأبوا فزحف إليهم فأخرجوه عنهم ولحق ببني فلسطين وقاتلهم طالوت في بعض الأيام فهزموه واتبعوه وأولاده يقاتلون دونه حتى قتل يهونتان ومشوى وملكيشوع وبنو فلسطين في اتباعه حتى إذا أيقن بالهلكة قتل نفسه بنفسه وذلك فيما قال الطبري لأربعين سنة من ملكه ثم جاء داود إلى بنى يهوذا فملكوه عليهم وهو داود بن ايشا بن عوفذ بالفاء الهوائية ابن بوغر واسمه افصان بالفاء الهوائية والصاد المشمة وقد قدمنا ذكره في حكام بنى إسرائيل ابن سلمون الذي نزل بيت لحم لأول الفتح ابن نحشون سيد بنى يهوذا عند الخروج من مصر ابن عمينا ذاب بن أرم بن حصرون بن بارص بن يهوذا هكذا نسبه في كتاب اليهود والنصارى وأنكره ابن حزم قال لان نحشون مات بالتيه وانما دخل القدس ابنه سلمون وبين خروج بنى إسرائيل من مصر وملك داود ستمائة سنة باتفاق منهم والذي بين داود ونحشون أربعة آباء فإذا قسمت الستمائة عليهم يكون كل واحد منهم انما ولد له بعد المائة والثلاثين سنة وهو بعيد (ولما ملك داود) على بنى يهوذا نزل مدينتهم حفرون بالفاء الهوائية وهي قرية الخليل عليه السلام لهذا العهد واجتمع الأسباط كلهم إلى يشوشات بن طالوت فملكه في أورشليم وقام بأمره وزير أبيه أفيند وقد مر نسبه (وفي كتاب أسفار الملوك من الإسرائيليات) أن رجلا جاء لداود بعد وفاة طالوت فأخبره بمهلكه ومهلك أولاده في هزيمتهم امام بنى فلسطين وأمر هذا الرجل أن يقتله لما أدركوه فقتله وجاء بتاجه ودملجه إلى داود وانتسب إلى العمالقة فقتله داود بقتله وبكى على طالوت وذهب إلى سبط يهوذا بأرض حفرون بالفاء القريبة من الباء وهي قرية الخليل لهذا العهد وأقام شيوشيات بن طالوت في اوروشليم والأسباط كلهم مجتمعون عليه وأقامت الحرب بينهم وبين داود أكثر من سنتين ثم وقع الصلح بينهم والمهادنة وأذعن الأسباط إلى داود وتركوه ثم اغتاله بعض قواده وجاء برأسه إلى داود فقتله به وأظهر عليه الحزن والأسف وكفل أخواته وبنيه أحسن كفالة واستبد داود بملك بنى إسرائيل لثلاثين سنة من عمره وقاتل بنى كنعان فغلبهم ثم طالت حروبه مع بنى فلسطين واستولى على كثير من بلادهم ورتب عليهم الخراج ثم حارب أهل مؤاب وعمون وأهل اروم وظفر بهم وضرب عليهم الجزية ثم خرب بلادهم بعد ذلك وضرب الجزية على الأرمن بدمشق وحلب وبعث العمال لقبضها وصانعه ملك أنطاكية بالهدايا والتحف واختط مدينة صهيون وسكنها واعتزم على بناء مسجد في مكان القبة التي كانوا يضعون بها تابوت العهد ويصلون إليها فأوحى الله إلى دانيال نبي على عهده ان داود لا يبنى وانما يبنيه ابنه ويدوم ملكه فسر داود بذلك
(٩٦)