من الخشب مصفحين بالذهب وهما تمثالان للملائكة الكروبيين وجعل للبيت أبوابا من خشب الصنوبر ونقش عليها تماثيل من الكروبيين والنرجس والنخل والسوسن وغشاها كلها بالذهب وأتم بناء الهيكل في سبع سنين وجعل لها بابا من ذهب ثم بنى بيتا لسلاحه أقامه على أربعة صفوف من العمد من خشب الصنوبر في كل صف خمسة عشر عمودا ووضع فيه مائتي ترس من الذهب في كل ترس ستمائة من حجر الجوهر والزمرد وثلثمائة درقة من الذهب في كل درقة ثلثمائة من حجر الياقوت وسمى هذا البيت غيضة لبنان وصنع منبرا لجلوسه تحت رواق وكراسي كثيرة كلها من العاج ملبسة من الذهب ثم بنى من فوق هذا البناء بيتا لابنة فرعون التي تزوج بها وصنع بها أوعية النحاس لسائر ما يحتاج إليه بالبيت واسترضى الصناع لذلك من مدينة صور وعمل مذبح القربان بالبيت من الذهب ومائدة الخبز الوجوه من الذهب وخمس منابر عن يمين الهيكل وخمسا عن يساره بجميع آلاتها من الذهب ومجامر من الذهب وأحضر موروث أبيه من الذهب والفضة والأوعية الحسنة فأدخلها إلى البيت وبعث إلى تابوت العهد من صهيون قرية داود إلى البيت الذي بناه له فحمله رؤساء الأسباط والكهونية على كواهلهم حتى وضعوه تحت أجنحة التمثالين للكروبيين بالمسجد وكان في التابوت اللوحان من الحجارة اللذين صنعهما موسى عليه السلام بدل الألواح المنكسرة وحملوا مع تابوت العهد قبة القربان وأوعيتها إلى المسجد وأقام سليمان امام المذبح يدعو في يوم مشهود اتخذ فيه وليمة لذلك ذبح فيها ثنتين وعشرين ألفا من البقر ثم كان يقرب ثلاث مرات من السنة قرابين وذبائح كاملة ويبخر البخور وجميع الأوعية لذلك كلها ذهب وكانت جبايته في كل سنة ستمائة قنطار وستة وستون قنطارا من الذهب غير الهدايا والقربان إلى بيت المقدس وكانت له سفن بحر الهند تجلب الذهب والفضة والبضائع والفيلة والقرود والطواويس وكانت له خيل كثيرة مرتبة تجلب من مصر وغيرها تبلغ ألفا وستمائة فرس معدة كلها للحرب وكانت له ألف امرأة لفراشه ما بين حرية وسرية منها ثلثمائة سرية وفي الاخبار للمؤرخين انه تجهز للحج فوا في الحرم وأقام به ما شاء الله وكان يقرب كل يوم خمسة آلاف بدنة وخمسة آلاف بقرة وعشرين الف شاة ثم سما إلى ملك اليمن وسار إليه فوافى صنعاء من يومه وطلب الهدهد لالتماس الوضوء وكانت قناقه أي ملتمس الوضوء له في الأرض فافتقده ورجع إليه بخبر بلقيس كما قصه القرآن ودافعته بالهدية فلم يقبلها فلاذت بطاعته ودخلت في دينه وطاعته وملكته أمرها ووافته بملك اليمن وأمرها بأن تتزوج فنكرت ذلك لمكان الملك فقال لا بد في الدين من ذلك
(٩٨)