(وأما العمالقة) فهم بنو عمليق بن لاوذ وبهم يضرب المثل في الطول والجثمان قال الطبري عمليق أبو العمالقة كلهم أمم تفرقت في البلاد فكان أهل المشرق وأهل عمان البحرين وأهل الحجاز منهم وكانت الفراعنة بمصر منهم وكانت الجبابرة بالشأم الذين يقال لهم الكنعانيون منهم وكان الذين بالبحرين وعمان والمدينة يسمون جاسم وكان بالمدينة من جاسم هؤلاء بنو لف وبنو سعد بن هزال وبنو مطر وبنو الأزرق وكان بنجد منهم بديل وراحل وغفار وبالحجاز منهم إلى تيما بنو الأرقم ويسكنون مع ذلك نجدا وكان ملكهم يسمى الأرقم قال وكان بالطائف بنو عبد ضخم بن عاد الأول انتهى (وقال ابن سعيد) فيما نقله عن كتب التواريخ التي اطلع عليها في خزانة الكتب بدار الخلافة من بغداد قال كانت مواطن العمالقة تهامة من أرض الحجاز فنزلوها أيام خروجهم من العراق أمام النماردة من بنى حام ولم يزالوا كذلك إلى أن جاء إسماعيل صلوات الله عليه وآمن به من آمن منهم وتطرد لهم الملك إلى أن كان منهم السميدع بن لاوذ بن عمليق وفي أيامه خرجت العمالقة من الحرم أخرجتهم جرهم من قبائل قحطان فتفرقوا ونزل بمكان المدينة منهم بنو عبيل بن مهلايل بن عوص بن عمليق فعرفت به ونزل أرض إيلة ابن هومر بن عمليق واتصل ملكها في ولده وكان السميدع سمة لمن ملك منهم إلى أن كان آخرهم السميدع بن هومر الذي قتله يوشع لما زحف بنو إسرائيل إلى الشأم بعد موسى صلوات الله عليه فكان معظم حروبهم مع هؤلاء العمالقة هنالك فغلبه يوشع وأسره وملك أريحا قاعدة الشأم وهي قرب بيت المقدس ومكانها معروف لهذا العهد ثم بعث من بنى إسرائيل بعثا إلى الحجاز فملكوه وانتزعوه من أيدي العمالقة ملوكه ونزعوا يثرب وبلادها وخيبر ومن بقاياهم يهود قريظة وبنو النضير وبنو قينقاع وسائر يهود الحجاز على ما نذكره ثم كان لهم ملك بعد ذلك في دولة الروم وملكوا أذينة ابن السميدع على مشارف الشأم والجزيرة من ثغورهم وأنزلوهم في التخوم ما بينهم وبين فارس وهذا الملك أذينة بن السميدع هو الذي ذكره الشاعر في قوله أزال أذينة عن ملكه * وأخرج عن أهله ذا يزن وكان من بعده حسان بن أذينة ومن بعده طرف بن حسان بن يدياه نسبة إلى أمه وبعده عمرو بن طرف وكان بينه وبين جذيمة الأبرش حروب وقتله جذيمة واستولى على ملكهم وكان آخرا من العمالقة كما نذكر ذلك في موضعه ومن هؤلاء العمالقة فيما يزعمون عمالقة مصر وان بعض ملوك القبط استنصر بملك العمالقة بالشأم لعهده واسمه الوليد بن دومغ ويقال ثوران بن اراشة بن فأدان بن عمرو بن عملاق فجاء معه ملك مصر واستعبد القبط (قال الجرجاني) ومن ثم ملك العماليق مصر ويقال ان منهم فرعون إبراهيم وهو سنان
(٢٧)