عليه فأذن الله لنبيه صلى الله عليه وسلم فيهم وحاصرهم طائفة بعد أخرى وأما بنو قينقاع فإنهم تثاوروا مع المسلمين بسيوفهم وقتلوا مسلما وأما بنو النضير وقريظة فمنهم من قتله الله وأجلاه فأما بنو النضير فكان من شأنهم بعد أحد وبعد بئر معونة جاءهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يستعينهم في دية العامريين اللذين قتلهما عمرو بن أمية من القرى ولم يكن علم بعقدهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حسبما نذكره فهموا بقتل رسول الله صلى الله عليه وسلم حين جاءهم لذلك خديعة منهم ومكرا فحاصرهم حتى نزلوا على الجلاء وان يحملوا ما استقلت به الإبل من أموالهم الا الحلقة وافترقوا في خيبر وبنى قريظة وأما بنو قريظة فظاهروا قريشا في غزوة الخندق فلما فرج الله كما نذكره حاصرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسا وعشرين ليلة حتى نزلوا على حكمه وكلمته وشفع الأوس فيهم وقالوا تهبهم لنا كما وهبت بنى قينقاع للخزرج فرد حكمهم إلى سعد بن معاذ وكان جريحا في المسجد أثبت في غزوة الخندق فجاء وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بم تحكم في هؤلاء بعد أن استحلف الأوس انهم راضون بحكمه فقال يا رسول الله تضرب الأعناق وتسبى الأموال والذرية فقال حكمت بحكم الله من فوق سبعة أرقعة فقتلوا عن آخرهم وهم ما بين الستمائة والتسعمائة (ثم خرج إلى خيبر) بعد الحديبية سنة ست فحاصرهم وافتتحها عنوة وضرب رقاب اليهود وسبى نساءهم وكان في السبى صفية بنت حيى بن أخطب وكان أبوها قتل مع بنى قريظة وكانت تحت كنانة بن الربيع بن أبي الحقيق وقتله محمد بن مسلمة غزاه من المدينة بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم في ستة نفر فبيته فلما افتتحت خيبر اصطفاها رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه وقسم الغنائم في الناس من القمح والتمر وكان عدد السهام التي قسمت عليها أموال خيبر ألف سهم وثمانمائة سهم برجالهم وخيلهم الرجال ألف وأربعمائة والخيل مائتان وكانت أرضهم الشق ونطاة والكتيبة فحصلت الكتيبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم والخمس ففرقها على قرابته ونسائه ومن وصلهم من المسلمين وأعمل أهل خيبر على المساقاة ولم يزالوا كذلك حتى أجلاهم عمر رضي الله عنه (و لما كان فتح مكة سنة ثمان وغزوة حنين على أثرها وقسم رسول الله صلى الله عليه وسلم الغنائم فيمن كان يستألفه على الاسلام من قريش وسواهم وجد الأنصار في أنفسهم وقالوا سيوفنا تقطر من دمائهم وغنائمنا تقسم فيهم مع أنهم كانوا ظنوا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا فتح بلاده وجمع على الدين قومه انه سيقيم بأرضه وله غنية عنهم وسمعوا ذلك من بعض المنافقين وبلغ ذلك كله رسول الله صلى الله عليه وسلم فجمعهم وقال يا معشر الأنصار ما الذي بلغكم عنى فصدقوه الحديث فقال ألم تكونوا ضلالا فهداكم الله بي وعالة فأغناكم الله
(٢٩٣)