وربطوه حتى أطلقه جبير بن مطعم بن عدى بن نوفل والحرث بن حرب بن أمية بن عبد شمس لجوار كان له عليهما ببلده فلما قدم المسلمون المدينة أظهروا الاسلام ثم كانت بيعة الحرب حتى أذن الله لرسوله صلى الله عليه وسلم في القتال فبايعوه على السمع والطاعة في العسر واليسر والمنشط والمكره وأثرته عليهم وأن لا ينازعوا الامر أهله وان يقوموا بالحق أينما كانوا ولا يخافوا في الله لومة لائم ولما تمت بيعة العقبة وأذن الله لنبيه في الحرب أمر المهاجرين الذين كانوا يؤذون بمكة أن يلحقوا بإخوانهم من الأنصار بالمدينة فخرجوا أرسالا وأقام هو بمكة ينتظر الاذن في الهجرة فهاجر من المسلمين كثير سماهم ابن إسحاق وغيره (وكان عمر بن الخطاب) رضي الله عنه فيمن هاجر هو وأخوه زيد وطلحة بن عبيد الله وحمزة بن عبد المطلب وزيد بن حارثة وأنيسة وأبو كبشة موالي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعبد الرحمن بن عوف والزبير بن العوام وعثمان بن عفان رضي الله عنهم ثم أذن لرسول الله صلى الله عليه وسلم في الهجرة فهاجر وصحبه أبو بكر رضي الله عنه فقدم المدينة ونزل في الأوس على كلثوم بن مطعم بن امرئ القيس بن الحرث ابن زيد بن عبيد بن مالك بن عوف وسيد الخزرج يومئذ عبد الله بن أبي ابن سلول وأبى هو ابن مالك بن الحرث بن عبيد واسم أم عبيد سلول وعبيد هو ابن مالك بن سالم بن غانم ابن عوف بن غانم بن مالك بن النجار وقد نظموا له الخرز ليملكوه على الحيين فغلب على أمره واجتمعت أبناء قيلة كلهم على الاسلام فضغن لذلك لكنه أظهر ان يكون له اسم منه فأعطى الصفقة وطوى على النفاق كما يذكر بعد وسيد الأوس يومئذ أبو عامر بن عبد عمرو ابن صيفي بن النعمان أحد بنى ضبيعة بن زيد فخرج إلى مكة هاربا من الاسلام حين رأى اجتماع قومه إلى النبي صلى الله عليه وسلم بغضا في الدين ولما فتحت مكة فر إلى الطائف ولما فتح الطائف فر إلى للشأم فمات هنا لك (ونزل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي أيوب الأنصاري حتى ابتنى مساكنه ومسجده ثم انتقل إلى بيته وتلاحق به المهاجرون واستوعب الاسلام سائر الأوس والخزرج وسموا الأنصار يومئذ بما نصروا من دينه وخطبهم النبي صلى الله عليه وسلم وذكرهم وكتب بين المهاجرين والأنصار كتابا وادع فيه يهود وعاهدهم وأقرهم على دينهم وأموالهم واشترط عليهم وشرط لهم كما يفيده كتاب ابن إسحاق فلينظر هنا لك ثم كانت الحرب بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين قومه فغزاهم وغزوه وكانت حروبهم سجالا ثم كان الظهور والظفر لرسول الله صلى الله عليه وسلم آخرا كما نذكر في سيرته صلى الله عليه وسلم وصبر الأنصار في المواطن كلها واستشهد من اشرافهم ورجالاتهم كثير هلكوا في سبيل الله وجهاد عدوه ونقض أثناء ذلك اليهود الذين بيثرب على المهاجرين والأنصار ما كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم ظاهروا
(٢٩٢)