تاريخ ابن خلدون - ابن خلدون - ج ٢ق١ - الصفحة ٢٩٤
ومتفرقين فجمعكم الله فقالوا الله ورسوله أمن فقال لو شئتم لقلتم جئتنا طريدا فآويناك ومكذبا فصدقناك ولكن والله انى لأعطي رجالا أستألفهم على الدين وغيرهم أحب إلي ألا ترضون ان ينقلب الناس بالشاء والبعير وتنقلبون برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى رحالكم أما والذي نفسي بيده لولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار الناس دثار وأنتم شعار ولو ملك الناس شعبا وسلكت الأنصار شعبا لسلكت شعب الأنصار ففرحوا بذلك ورجعوا برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى يثرب فلم يزل بين أظهرهم إلى أن قبضه الله إليه (ولما كان يوم وفاته صلى الله عليه وسلم) اجتمعت الأنصار في سقيفة بنى ساعدة بن كعب ودعت الخزرج إلى بيعة سعد بن عبادة وقالوا لقريش منا أمير ومنكم أمير ضنا بالأمر أو بعضه فيهم لما كان من قيامهم بنصر رسول الله صلى الله عليه وسلم وامتنع المهاجرون واحتجوا عليهم بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم إياهم بالأنصار في الخطبة ولم يخطب بعدها قال أوصيكم بالأنصار انهم كرشي وعيبتي وقد قضوا الذي عليهم وبقي الذي لهم فأوصيكم بأن تحسنوا إلى محسنهم وتتجاوزوا عن مسيئهم فلو كانت الامارة لكم لكانت ولم تكن الوصية بكم فحجوهم فقام بشير بن سعد بن ثعلبة بن خلاس بن زيد بن مالك بن الأغر بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحرث بن الخزرج فبايع لابي بكر واتبعه الناس فقال حباب بن المنذر بن الجموح بن حرام بن كعب بن غانم بن سلمة بن سعد يا بشير أنفست بها ابن عمك يعنى الامارة قال لا والله ولكني كرهت أن أنازع الحق قوما جعله الله لهم فلما رأى الأوس ما صنع بشير بن سعد وكانوا لا يريدون الامر للخزرج قاموا فبايعوا أبا بكر ووجد سعد فتخلف عن البيعة ولحق بالشأم إلى أن هلك وقتله الجن فيما يزعمون وينشدون من شعر الجن نحن قتلنا سيد الخزرج سعد بن عباده * ضربناه بسهم فلم تخط فؤاده - وكان لابنه قيس من بعده غناء في الأيام * وأثرا في فتوحات الاسلام * وكان له انحياش إلى على في حروبه مع معاوية وهو القائل لمعاوية بعد مهلك علي رضي الله عنه وقد عرض به معاوية في تشيعه فقال والآن ماذا يا معاوية والله ان القلوب التي أبغضناك بها لفي صدورنا وان السيوف التي قاتلناك بها لعلى عواتقنا وكان أجود العرب وأعظمهم جثمانا يقال إنه كان إذا ركب تخط رجلاه الأرض ولما ولى يزيد بن معاوية وظهر من عسفه وجوره وإدالته الباطل من الحق ما هو معروف امتعضوا للدين وبايعوا لعبد الله بن الزبير حين خرجوا بمكة واجتمعوا على حنظلة بن عبد الله الغسيل ابن أبي عامر بن عبد عمرو بن صيفي بن النعمان بن مالك بن صيفي بن أمية بن ضبيعة ابن زيد وعقد ابن الزبير لعبد الله بن مطيع بن اياس على المهاجرين معهم وسرح يزيد
(٢٩٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 289 290 291 292 293 294 295 298 299 300 301 ... » »»