تاريخ ابن خلدون - ابن خلدون - ج ٢ق١ - الصفحة ٣٠٠
في الاسلام رؤساء وأمراء (وأما معد) فهو البطن العظيم ومنه تناسل عقب عدنان كلهم وهو الذي تقدم الخبر عنه بأن أرمياء النبي من بنى إسرائيل أوحى الله إليه أن يأمر بختنصر بالانتقام من العرب وأن يحمل معدا على البراق أن تصيبه النقمة لأنه مستخرج من صلبه نبيا كريما خاتما للرسل فكان كذلك ومن ولده إياد ونزار ويقال وقنص وأنمار فأما قنص فكانت له الامارة بعد أبيه على العرب وأراد اخراج أخيه نزار من الحرم فأخرجوه أهل مكة وقدموا عليه نزارا ولما احتضر قسم ماله بين ولديه فجعل لربيعة الفرس ولمضر القبة الحمراء ولأنمار الحمار ولأياد عند من جعله من ولده الحلمة والعصا ثم تحاكموا في هذا الميراث إلى أفعى نجران في قصة معروفة ليست من غرض الكتاب (وأما إياد) فتشعبوا بطونا كثيرة وتكاثر بنو إسماعيل وانفرد بنو مضر بن نزار برياسة الحرم وخرج بنو أياد إلى العراق ومضى أنمار إلى السروات بعد بنيه في اليمانية وهم خثعم وبجيلة ونزلوا بأريافه وكان لهم في بلاد الأكاسرة آثار مشهورة إلى أن تابع لهم الأكاسرة الغزو وأبادوهم وأعظم ما باد منهم سابور ذو الأكتاف هو الذي استلحمهم وأفناهم (وأما نزار) فمنه البطنان العظيمان ربيعة ومضر ويقال ان إيادا يرجعون إلى نزار وكذلك أنمار فأما ربيعة فديارهم ما بين الجزيرة والعراق وهم ضبيعة وأسد ابنا ربيعة ومن أسد عنزة وجديلة ابنا أسد فعنزة بلادهم في عين التمر في برية العراق على ثلاثة مراحل من الأنبار ثم انتقلوا عنها إلى جهات خيبر فهم هنا لك وورثت بلادهم غزية من طيئ الذين لهم الكثرة والامارة بالعراق لهذا العهد ومن عنزة هؤلاء بإفريقية حي قليل مع رياح من بنى هلال بن عامر ومنهم أحياء مع طيئ ينتجعون ويشتون في برية نجد (وأما جديلة) فمنهم عبد القيس وهنب ابنا أفصى ابن دعمي بن جديلة فأما عبد القيس وكانت مواطنهم بتهامة ثم خرجوا إلى البحرين وهي بلاد واسعة على بحر فارس من غربيه وتتصل باليمامة من شرقيها وبالبصرة من شماليها وبعمان من جنوبها وتعرف ببلاد هجر ومنها القطيف وهجر والعسير وجزيرة أوال والاحسا وهجر هي باب اليمن من العراق وكانت أيام الأكاسرة من اعمال الفرس وممالكهم وكان بها بشر كثير من بكر بن وائل وتميم في باديتها فلما نزل معهم بنو عبد القيس زاحموهم في ديارهم تلك وقاسموهم في الموطن ووفدوا على النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة وأسلموا ووفد منهم المنذر بن عائذ بن المنذر بن الحارث بن النعمان بن زياد بن نصر ابن عمرو بن عوف بن جذيمة بن عوف بن أنمار بن عمرو بن وديعة بن بكر وذكروا انه سيدهم وقائدهم إلى الاسلام فكانت له صحبة ومكانة من النبي صلى الله عليه وسلم ووفد أيضا الجارود بن عمرو بن حنش بن المعلى بن زيد بن حارثة بن معاوية بن ثعلبة بن جذيمة وثعلبة
(٣٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 293 294 295 298 299 300 301 302 303 305 306 ... » »»