معد وفرقتهم العرب وخرجوا يطلبون المتسع والريف فيما يليهم من بلاد اليمن ومشارف الشأم ونزلت قبائل منها البحرين وبها يومئذ قوم من الأزد نزلوها أيام خروج مزيقياء من اليمن وكان الذين أقبلوا من تهامة من العرب مالك وعمرو ابنا فهم بن تيم الله بن أسد ابن وبرة بن قضاعة وابن أخيهما مالك بن زهير وابن عمرو بن فهم في جماعة من قومهم والختفار بن الحيق بن عمرو بن معد بن عدنان في قفص كلها ولحق بهم غطفان بن عمرو بن لطمان بن عبد مناف بن بعدم بن دعمي بن أياد بن ارقص بن صبيح بن الحارث بن أفصى بن دعمي وزهير بن الحرث ابن أليل بن زهير بن أياد واجتمعوا بالبحرين وتحالفوا على المقام والتناصر وانهم يد واحدة وكان هذا الاجتماع والحلف أزمان الطوائف وكان ملكهم قليلا ومفترقا وكان كل واحد منهم يغير على صاحبه ويرجع على أكثر من ذلك فتطلعت نفوس العرب بالبحرين إلى ريف العراق وطمعوا في غلب الأعاجم عليه أو مشاركتهم فيه واهتبلوا الخلاف الذي كان بين الطوائف وأجمع رؤساؤهم المسير إلى العراق فسار منهم الأول الخنفار بن الحبق في اشلاء قغص بن معد ومن معهم من أخلاط الناس فوجدوا بأرض بابل إلى الموصل بنى إرم بن سام الذين كانوا ملوكا بدمشق وقيل لها من أجلهم دمشق ارم وهم من بقايا العرب الأولى فوجدوهم يقاتلون ملوك الطوائف فدفعوهم عن سواد العراق فارتفعوا عنه إلى اشلاء قفص هؤلاء ينسبون إلى عمرو بن عدى بن ربيعة جد بنى المنذر عند نسابة مضر وفي قول حماد الراوية كما يأتي ذكره ثم طلع مالك وعمر وابنا فهم وابن مالك بن زهير من قضاعة وغطفان بن عمر وروصح بن صبيح وزهير بن الحرث من أياد فيمن معهم من غسان وحلفائهم بالأنبار وكلهم تنوخ كما قدمنا فغلبوا بنى ارم ودفعوهم عن جهات السواد وجاء على اثرهم نمارة بن قيس ونمارة ابن لخم نجدة من قبائل كندة فنزلوا الحيرة وأوطنوها وأقامت طالعة الأنبار وطالعة الحيرة لا يدينون للأعاجم ولا تدين لهم حتى مر بهم تبع وترك فيهم ضعفة عساكره كما تقدم وأوطنوا فيهم من كل القبائل كما ذكرنا جعف وطيئ وتميم وبنى لحيان من جرهم ونزل كثير من تنوخ ما بين الحيرة والأنبار بادين في الخيام لا يأوون إلى المدن ولا يخالطون أهلها وكانوا يسمون عرب الضاحية وأول من ملك منهم أزمان الطوائف مالك بن فهم وبعده أخوه عمرو وبعده ابن أخيه جذيمة الأبرش كما يأتي ذكر ذلك كله وكان أيضا ولد عمر ومزيقياء بعد خروجه من اليمن بالأزد قومه عند خروجه أنذرهم بسيل العرم في القصة المشهورة وقد انتشروا بالشأم والعراق وتخلف من تخلف منهم بالحجاز وهم خزاعة فنزلوا مر الظهران وقاتلوا جرهما بمكة فغلبوهم عليها ونزل نصر بن الأزد عمان ونزلت غسان جبال الشراة وكانت لهم حروب مع بنى معد إلى أن استقروا
(٢٣٨)