صندوق في كل صندوق أربعمائة عشر ألف دينار وكان فيه من جملة الفعلة اثنا عشر ألف مرخم ويقال كانت فيه ستمائة سلسلة من الذهب لتعليق القناديل فكانت تغشى عيون الناظرين وتفتن المسلمين فأزالها عمر بن عبد العزيز وردها إلى بيت المال وكان الوليد لما اعتزم على الزيادة في المسجد أمر بهدم كنيسة النصارى وكانت ملاصقة للمسجد فأدخلها فيه وهي معروفة عندهم بكنيسة ماريوحنا ويقال ان عبد الملك طلبهم في ذلك فامتنعوا وان الوليد بذل لهم فيها أربعين ألف دينار فلم يقبلوا فهدمها ولم يعطهم شيئا وشكوا أمرها إلى عمر بن عبد العزيز وجاؤوه بكتاب خالد بن الوليد وعهده أن لا تخرب كنائسهم ولا تسكن فراودهم على أخذ الأربعين ألفا التي بذل لهم الوليد فأبوا فأمر أن ترد عليهم فعظم ذلك على الناس وكان قاضبه أبو داريس الخولاني فقال لهم تتركون هذه الكنيسة في الكنائس التي في العنوة في المدينة والا هدمناها فأذعنوا وكتب لهم عمر الأمان على ما بقي من كنائسهم وفي سنة ست وسبعين بعث كاتب الخراج إلى سليمان بن عبد الملك بأن مقياس حلوان بطل فأمر ببناء مقياس في الجزيرة بين الفسطاط والجزيرة فهو لهذا العهد وفي سنة احدى ومائة من الهجرة ملك تداوس على الروم سنة ونصفا ثم ملك بعده لاون أربعا وعشرين سنة وبعده ابنه قسطنطين وفي سنة ثلاث عشرة ومائة غزا هشام بن عبد الملك الصائفة اليسرى وأخوه سليمان الصائفة اليمنى ولقيهم قسطنطين في جموع الروم فانهزموا وأخذ أسيرا ثم أطلقوه بعد وفي أيام مروان بن محمد وولاية موسى بن نصير لقى النصارى بالإسكندرية ومصر شدة وأخذوا بغرامة المال واعتقل بطرك الإسكندرية أبى ميخايل وطلب بجملة من المال فبذلوا موجودهم وانطلقوا يستسعون ما يحصل لهم من الصدقة وبلغ ملك النوبة ما حل بهم فزحف في مائة ألف من العساكر إلى مصر فخرج إليه عامل مصر فرجع من غير قتال وفي أيام هشام ردت كنائس الملكية من أيدي اليعاقبة وولى عليهم بطرك قريبا من مائة سنة كانت رياسة البطرك فيها لليعاقبة وكانوا يبعثون الأساقفة للنواحي ثم صارت النوبة من ورائهم للحبشة يعاقبة ثم ملك بالقسطنطينية رجل من غير بيت الملك اسمه جرجس فبقي أيام السفاح والمنصور وأمره مضطرب ثم مات وملك بعده قسطنطين بن لاون وبنى المدن وأسكنها أهل أرمينية وغيرها ثم مات قسطنطين بن لاون وملك ابنه لاون ثم هلك لاون وملك بعده نغفور وفي سنة سبع وثمانين ومائة غزا الرشيد هرقلة ودوخ جهاتها وصالحه نغفور ملك الروم على الجزية فرجع إلى الرقة وأقام شاتيا وقد كلب البرد وامن نغفور من رجوعهم فانتقض فعاد إليه الرشيد وأناخ عليه حتى قرر الموادعة والجزية عليه ورجع ودخلت عساكر
(٢٢٧)