ونواحي الحجاز أزمنة عرف فيها منهم ودانت الدول بتعظيمهم ثم صبح الاسلام أهل هذا الجيل وأمرهم على ما ذكرناه فاستحالت صبغة الملك إليهم وعادت الدول لمضر من بينهم واختصت كرامة الله بالنبوة بهم فكانت فيهم الدول الاسلامية كلها الا بعضا من دولها قام بها العجم اقتداء بالملة وتمهيدا للدعوة حسبما نذكر ذلك كله (فلنأت الآن بذكر قبائل هذه الطبقة من قحطان وعدنان وقضاعة وما كان لكل واحدة منها من الملك قبل الاسلام وبعده) ومن كتاب الأغاني لابي الفرج الأصبهاني في أخبار حزيمة بن نهد بن ليث بن سود بن أسلم بن الحاف بن قضاعة قال كان بدء تفرق بنى إسماعيل من تهامة ونزوعهم عنها إلى الآفاق وخروج من خرج منهم عن نسبه ان قضاعة كانوا مجاورين لنزار وكان حزيمة بن نهد فاسقا متعرضا للنساء فشبب بفاطمة بنت يذكر وهو عامر بن عنزة وذكرها في شعره حيث يقول إذا الجوزاء أردفت الثريا * ظننت بآل فاطمة الظنونا - وحالت دون ذلك من هموم * هموم تخرج الشجر الربينا - أرى ابنة يذكر طعنت فحلت * جنوب الحزن يا شحطا مبينا - وسخط ذلك يذكر خشية حزيمة على نفسه فاغتاله وقتله وانطفت نار يذكر ولم يصح على حزيمة شئ تتوجه به المطالبة على قضاعة حتى قال في شعره فاه كان عند رضاب العصير * ففيها يعل به الزنجبيل - قتلت أباها على حبها * فتبخل ان بخلت أو تقيل - فلما سمعت نزار شعر حزيمة بن نهد وقتله يذكر بن عنزة ثاروا مع قضاعة وتساندوا مع احياء العرب الذين كانوا معهم وكانت هذه مع نزار ونسبها يومئذ كندة بن جنادة بن معد وجيرانهم يومئذ أجأ بن عمرو بن أد بن أدد ابن أخي عدنان بن أدد وكانت قضاعة تنتسب إلى معد ومعد إلى عدنان والأشعريون إلى الأشعر بن أدد أخي عدنان وكانوا يظعنون من تهامة إلى الشأم ومنازلهم بالصفاع وكانت عسقلان من ولد ربيعة وكانت قضاعة ما بين مكة والطائف وكندة من العمد إلى ذات عرق ومنازل أجأ والأشعر ومعد ما بين جدة والبحر فلما اقتتلوا هزمت نزار قضاعة وقتل حزيمة وخرجوا مفترقين فسارت تيم اللات من قضاعة وبعض بنى رفيدة منهم وفرقة من الأشعريين نحو البحرين ونزلوا هجر وأجلوا من كان بها من النبط وملكوها وكانت الزرقاء بنت زهير كاهنة منهم فتكهنت لهم بنزول ذلك المكان والخروج عن تهامة وقالت في شعرها ودع تهامة لا وداع مخالف * بذمامه لكن قلى وملام - لا تنكري هجرا مقام غريبة * لن تعدمي من ظاعنين تهام -
(٢٤٠)